العدد 3484
الأحد 29 أبريل 2018
banner
في الردّ والحدّ (2)
الأحد 29 أبريل 2018

أما الاستدراك في المنطق الإيراني المكابر والمقلوب، فدونه عقبات ومطبّات كأداء... وذلك مردّه إلى القياسات الأصلية التي يعتمدها أصحاب ذلك المنطق، والتي تعني وتُفيد، أن التواضع في الادّعاءات والطموحات بما يتناسق مع القدرات الذاتية هو انكسار لا يليق بمدوّنة “ثورة المستضعَفين” في الأرض بكل مفرداتها المنزّلة والوضعيّة! مثلما أنَّ الإذعان لمحاولة “تصحيح” ملاحق “الاتفاق النووي” بما يلجم النَفَس الانتهازي والبازاري المعبّر عنه في تثبيت السيطرة على أربع عواصم عربية! وكفّ البلايا والرزايا والنكبات عن شعوب الجوار العربي والإسلامي، فهو هزيمة قافرة ولا يستقيم مقامها في بيان “الإنجازات” و”الانتصارات” و”الفتوحات” التي سجّلتها “الثورة” على مدى العقود الأربعة الماضية!!
أما التوعّد بالردّ الحتمي “في المكان والزمان المناسبَين” على إسرائيل فهو في الأساس جزء من السياق الاستنفاري الراهن لكنّه ينطوي على “إيجابية” غير مسبوقة: كأنّ الإيرانيين يقولون إنّ استهدافهم مباشرة يستدعي ردّهم، هم مباشرة وليس بواسطة الحلفاء والأتباع وتحديداً “حزب الله” في لبنان! هذا أولاً! ثمّ إنّ “الردّ” سيكون على جزئيّة استهداف القاعدة في المطار القريب من تدمر، وليس أكثر من ذلك... وهذا ثانياً! أي أنهم غير معنيين بـ “حرب شاملة”، ولا يريدونها! ولا يبحثون عنها! ولا يتطلّعون إليها! باعتبار أنَّ يوم الدينونة لم يحن أوانه بعد! وقبل ذلك، باعتبار أنَّ حرباً كهذه ستعني في الأوضاع الراهنة، تحطيماً لقواعد النفوذ في سوريا واكتشافاً خطيراً لموازين القوى يظنّ كثيرون أنّه يميل لمصلحة “الأعداء الصهاينة” تكتيّكياً واستراتيجياً، ويمكن لمفاعيله أن تتدحرج كحجارة الدومينو وتضرب في “مراكز النفوذ” في “العواصم الأربع” تبعاً للظروف الموضوعية المهيّأة سلفاً بفعل منتجات الثورة الواضحة في خرائب اليمن والعراق وسوريا... إلخ!
أمّا توعّد الحوثيين دول التحالف العربي بـ”الندم” وعضّ الأصابع، فهو في أحسن الحالات لزوم ما لا يلزم! باعتبار أنّ “كل” ما في جعبة الانقلابيين في اليمن، جرى استخدامه على مدى السنوات الثلاث الماضيات! إلاّ إذا كانت الجماعة الحوثية تحمّل الصواريخ الإيرانية التي تستهدف المملكة العربية السعودية، بالعسل والرمان والريحان والورد!. “المستقبل”.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .