العدد 3480
الأربعاء 25 أبريل 2018
banner
استراتيجيات الحرب بالوكالة وخسائر العرب (1)
الأربعاء 25 أبريل 2018

هل قٌدر للشعوب العربية أن تدفع فاتورة الخطط الجامحة لنظام الملالي الإيراني؟ ألا يكفي ما يتحمله الشعب اليمني الشقيق جراء تدخلات إيران ورغبتها الاستعمارية في السيطرة على مقدرات الدولة اليمنية ووكلائها الحوثيين؟ ألا يكفي ما يدفعه العراقيون من أمنهم واستقرار بلادهم جراء التمدد الطائفي الإيراني لتحقيق حلم السيطرة على هذا البلد العربي العريق؟ وهل جاء الدور على السوريين ليتحملوا المزيد من أوزار التدخل الإيراني في دولتهم؟ هذه التساؤلات باتت تلح على الأذهان في ظل التوقعات المتزايدة بنشوب مواجهة عسكرية فوق الأراضي السورية بين عملاء إيران ووكلائها الطائفيين من ميليشيات الحرس الثوري والمرتزقة الذين جلبتهم من دول عدة بدعاوى طائفية مستهجنة، وبين إسرائيل التي باتت تنظر بقلق بالغ للدور الذي تخطط له إيران في سوريا.

من الناحية الاستراتيجية البحتة، وبمعزل عن نظرتنا المؤكدة، كعرب وطرف في صراع تاريخي لم يجد طريقه إلى الحل بعد مع إسرائيل، فإن قلق جنرالات الجيش الإسرائيلي من تمركز الحرس الثوري في سوريا له ما يبرره، لاسيما أن إيران تطبق في سوريا بوضوح نظرية نقل الصراع إلى أراضي الغير، وتكتيك الذراع الطولى، ولكن وفق تطبيق مغاير لما تنتهجه إسرائيل، التي تتبنى النظرية ذاتها في حروبها، فالجيش الإسرائيلي يميل دائماً إلى تطبيق نظرية نقل الصراع إلى أراضي الغير بسبب افتقار إسرائيل إلى العمق الاستراتيجي وانكشافها جغرافياً في مواجهة أية ضربات جوية أو صاروخية، ولكن إيران تطبق هذه النظرية لسبب مغاير يتمثل في نشر الفوضى وتوسيع نطاقها من دون تحمل أعباء خوض حروب في العمق الإيراني!

من يتابع الصحافة العالمية، يدرك أن هناك توقعات متزايدة بنشوب صراع إيراني ـ إسرائيلي على أرض سوريا، فصحيفة “التايمز” البريطانية ذكرت في أكثر من مقال أن إيران وسوريا على شفا الحرب، وأن إسرائيل وجهت تحذيرات ضمنية لإيران بأن الجيش الإسرائيلي جاهز لضرب الميليشيات الإيرانية في سوريا. “إيلاف”.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .