لقد ازدادت حوادث الوفاة بالدراجات النارية في شوارع البحرين بشكل كبير ومخيف في الأشهر الماضية، والمفجع في الأمر أن الضحايا هم من الشباب في عمر الزهور، ومهما اختلفت تصوراتنا لهذا الأمر وتباينت آراؤنا إلا أننا جميعا نتفق على وجود “خلل ما”، وإلا ما تفسير تكرار الحوادث بالصورة نفسها وآخرها وفاة شاب على “هايوي خليفة بن سلمان” قبل يومين. أحد الإخوة من إدارة المرور علق على تغريدة لي عن نفس القضية بالقول “القانون رادع، وهنا يأتي دور المجتمع والأسرة والأصدقاء”.

الإدارة العامة للمرور تقوم بعمل كبير وفاعل في تطوير السلامة المرورية الرامية إلى الحد من وفيات وإصابات حوادث الطرق، ولكن كثيرا ما تغيب عن أذهاننا ونحن نشير إلى هذه القضية الخطيرة أهمية الحملات التلفزيونية التي تستهدف فئات الشباب التي تستخدم الدراجات النارية والتعريف بمخاطر السرعة، إذ لا يجب أن تكتفي إدارة المرور بالبرنامج الإذاعي الأسبوعي “الأمن” الذي تقدمه عبر أثير إذاعة البحرين، إنما يفترض أن يكون هناك برنامج توعوي تلفزيوني بسقف مفتوح يقدم زاوية النظر والرؤية الواضحة وكل ما يرتبط بالتوعية المرورية للأطفال والشباب وإجراءات السلامة والقوانين ذات الصلة، فتأثير البرنامج التلفزيوني يختلف عن تأثير البرنامج الإذاعي والوسيلة الإعلامية المرئية تمثل جزءا مهما في مسائل التوعية سواء للمرور أو البيئة وغيرها، ولكن مع الأسف لا نرى أي برنامج في تلفزيون البحرين يتعلق بالتوعية المرورية ولا حتى الفواصل القصيرة التي تحمل رسائل لمستخدمي الطرق، فأهمية التلفزيون واضحة للغاية لمنع استفحال الضرر.

نشاهد قوافل التوعية المرورية في كل مكان، في المدارس والمجمعات التجارية والأندية وعلى الطرق وفي مختلف وسائل التواصل الاجتماعي وكذلك الإذاعة، ولكنها تكاد تكون معدومة في تلفزيون البحرين، ومن هنا نتمنى من الإدارة العامة للمرور أن تنشط في هذا المجال لتصل إلى أكبر عدد من المواطنين، ولا تحصر اهتمامها في المناسبات كبداية العام الدراسي أو سباق الفورمولا وغيرها من المناسبات، إنما ببرنامج توعوي ثابت في خريطة تلفزيون البحرين يقدم أسبوعيا.