+A
A-

السلمي: المشكلة مع ايران ايدلوجية وليست طائفية

أوضح د. محمد السلمي، خبير في الشؤون الإيرانية وباحث في العلاقات الإيرانية- العربية السياسية والثقافية والاجتماعية، أن المشكلة الفعلية بين المملكة العربية السعودية وايران ليست طائفية كما يعتقد الكثيرون، وانما هي مشكلة ايدلوجية تعود الى تاريخ قديم بين الفرس والعرب.
وتحدث د. السلمي أثناء جلسة نقاشية بعنوان "إيران من منظور سعودي: التغيير والاستمرارية منذ 1979" نظمها المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية مساء اليوم، عن دور الخميني الأساسي قبل قيام الثورة الايرانية عام 1979 مشيرا الى أنه أقحم الدين في سياسة الدولة الايرانية ولكونه آنذاك بوضع سياسي أعلى مكانة من الحكومة نفسها فقد أدى ذلك الى خلل في التعاون السياسي الخارجي لإيران، حيت كانت الدول لا تميز التعامل مع الحكومة الايرانية ام مع الدولة الثورية بقيادة الخميني، ونظرا لعدم تمكن الحكومة الايرانية من تنظيم سياستها الداخلية اولا والأمن القومي ثانيا، فلهذا كانت الإطاحة بالنظام من قبل اعضاء الثورة أمرا يسيرا.
وأوضح د. السلمي ان الحرس الثوري الايراني يمثل السياسة الفعلية والحالية لإيران، وهو الأمر الذي جعل ايران تتدخل في الشؤون الداخلية للعديد من دول المنطقة مثل مملكة البحرين، اليمن، العراق، مشيرا الى أن بعض الناس يعتقدون أن مشروع الحرس الثوري هو اسطورة، ولكن في الحقيقة انه يمثل "خطة مرسومة على اهدافهم الخاصة للسيطرة على المنطقة، ويعملون من اجلها".
وقال ان عدم تمكن الايرانيين من النيل من مكانة القدس عن طريق كربلاء يرجع الى الحرب الايرانية العراقية التي امتدت لمدة 8 سنوات "ولذا صرفوا النظر عن التدخل العسكري، واتجهوا الى نظرية ام القرى التي تنص على اقناع المسلمين ان ايران هي قلب العالم الاسلامي" ولكن هذه النظرية فشلت ايضا لوجود مكة كقبلة للمسلمين.
وأضاف أن المملكة العربية السعودية تواجه مشكلة اخرى مع ايران على الصعيد الإعلامي، حيث تقوم ايران بالإعلان عن مبادرات للصلح بينها وبين الدول ومن ثم تقوم بنقض العهد وتعود الى صرف النظر عن هذه المبادرات داخليا.
وعن امكانية تحسن العلاقات السعودية- الايرانية، أكد د. السلمي أن المشكلة السعودية- الايرانية هي مشكلة ايدلوجية، قائلا في تصريح لوكالة أنباء البحرين (بنا) "أنه ليس لدينا مشكلة في تطبيع العلاقات مع ايران اذا تغير سلوكها العدائي وكفت عن تدخلاتها في شئون دولنا، وعلينا الانتباه للإشكاليات والثغرات التي من خلالها ينفذ النظام الايراني الى داخل دولنا، وعلينا في هذا الجانب عمل داخلي وعمل دبلوماسي وسياسي خارجي."واختتم حديثه قائلا: "أتمنى أن تتحسن الأوضاع مع ايران، لكنني لست متفائلا حقا".
وحول الدور الايراني في الأزمة مع قطر، قال د. السلمي أنه "في ظل الأزمة الحالية مع قطر، اتضح الكثير فيما يتعلق بالعلاقات القطرية- الإيرانية والتنسيق السياسي والدبلوماسي بين الجانبين، حيث كان هذا التعاون والتنسيق بين الجانبين غالبا تحت الطاولة، والآن ظهر بشكل جلي فوق الطاولة والعلاقة بين الطرفين ليست جديدة وان كانت تبرز كلما كانت هناك ازمة لقطر مع دول مجلس التعاون، والآن قطر تحاول ان تستخدم الورقة الايرانية كمحاولة للضغط على دول الخليج العربية ومصر ولكن هذا لن يجدي نفعا لأن من سيتضرر من ذلك هي قطر ذاتها".