العدد 3477
الأحد 22 أبريل 2018
banner
مجلس الرئيس... وماذا بعد؟!
الأحد 22 أبريل 2018

بعد النجاح الباهر الذي حظي به تدشين النسخة الأولى من سلسلة مجلس الرمز الشامخ خليفة بن سلمان، آن لنا أن نسأل وماذا بعد..؟ هل نعيد التفكير فيما يجب أن يكون عليه التعاطي مع هذا المجلس المهيب مستقبلا؟ أم نتوقف عند محطة الرصد للمداولات، والنقل للحوارات؟ هل نواصل السرد الاسترسالي المبهج لما يثار من قضايا وما يطرح من أفكار، وما ينقح من مواقف؟ أم نذهب بعيدا حاملين رايات التفنيد في كل ما نراه من مشاهدات، وما نستمع إليه من آراء لنلقي بها في معامل البحوث المتأنية، ومرافئ التأثير في الواقع لتحقيق الاستفادة الأكبر من رؤى الرئيس، وتحويل إشاراته الموثقة إلى برامج عمل، ومواقيت إنجاز لتحقيق ما يصبو إليه الوطن، وما يحلم به المواطن؟

الأسئلة على صعوبتها، والخيار على مشقته، ارتأيت أنه لن يكون بعيدا عن متناول اليد، إذ إن الجامعة الأهلية وفرق البحث والتقصي التي تحظى بها الكليات المتنوعة فيها يمكنها أن تقوم بدورها التاريخي لوصايا ومرئيات مجلس الرئيس، لذلك جاء الجواب على مستوى دقة المرحلة: لابد وأن يكون للتفكر دورا في اللقطات الموحية المقبلة “وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ”، لذلك لم نتردد في اتخاذ القرار الضروري. التحليل يسبق السرد، والبحث يتقدم الشرح، والتعرف على ما بين السطور أهم ما تأتي به هذه السطور من أخبار وما تضخه في ذهنيتنا المستسلمة من معلومات.

الرأي مهم لكن الأهم هو الغوص في أسبابه ودواعيه، في منطلقاته وأسانيده ومراميه، والأهم أن يكون للمعمل البحثي تجهيزاته ومعداته؛ من أجل تأكيد اليقين، وتوثيق النتائج، وتدوين المشاهدات.

إن مجلس رئيس الوزراء لم ولن يكون مثل أي مجلس بروتوكولي عابر، إذ إنه كان ومازال وسيظل مجلسا لإعداد المشاريع الوطنية، وتجمعا لإبراز الوحدة العضوية لمختلف فئات المجتمع، ومنبرا تقدميا لنشر روح المحبة والتآلف ما بين أطراف الوطن الواحد.

من هنا كان لزاما علينا ونحن على مشارف محطة جديدة من محطات مجلس الرئيس أن نستدعي مخزون الرغبة في نقل الأفكار التي تنخلق، والمشاريع التي تطرح إلى منصات معرفية متقدمة تعنى بالتوجيه، وتركز على إشاراته المعتبرة بل وتتولى مسؤولية إعداد المشاريع التي يحتاج إليها الوطن وتقديمها للأب الرئيس في مجلسه العامر كلما نضجت تجربة، أو اتضحت فكرة، أو ولدت نتيجة.

إن الهمة لابد وأن تترافق مع العهد الذي قطعناه على أنفسنا لكي يتأكد لهذا المجلس حقائقه التاريخية، وأطروحاته الوطنية والقومية من خلال الذهاب أبعد مما نحن عليه، وأن نقوم بالتحليل المدجج بالحجج والبراهين، وأن نسعى مع النخب العليمة لتأطير قضايا المجلس المطروحة، وترسيم أبعادها وجغرافيتها الممكنة، وتفنيد مغزاها المتواري خلف محسنات اللغة، ومبدعات التعابير.

مجلس الرئيس يستحق أن نبذل جهدا أكبر في سبيل أن نخرج منه بمشروع نهضوي كبير؛ ذلك أنه يمتلك من الجدارة والمهارة والحكمة ما يجعله دائما وأبدا مسودة قرار مصيري لشعب عربي.

إن الجامعة الأهلية تفتح على الدوام أبوابها ومعاملها لكل باحث في شؤون التنمية والمجتمع، خصوصا ما يرتبط منها بأفكار ومواقف وأطروحات الرئيس، تمامًا كما يمكنها القيام بأدوار طليعية لوضع وصايا رئيس الوزراء على أكتاف علمائها لكي تصبح للمناقشات البناءة، خطط بناءة وللحوارت الهادفة استراتيجيات هادفة، يقولون: لم يكن في الإمكان أبدع مما كان، لكن القول الفصل: إنه سيكون في الإمكان أبدع مما كان حيث مجلس الرئيس ليس كأي مجلس آخر، لا تولد فيه الآراء لتموت، إنما لتحيا مع شعب وفيّ لوطنه ويعشق الحياة.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية