العدد 3463
الأحد 08 أبريل 2018
banner
“شيخة الشيبه”... أنموذجا
الأحد 08 أبريل 2018

لماذا تحارب الطاقات الشبابية المبدعة في بلداننا؟ لماذا تغيب صناعة النجم في مجتمعاتنا؟ ولماذا تستبدل الصناعة بالمحاربة والهزيمة؟ أين تكمن العلة الحقيقية؟ هل في الأفكار أم في الأشخاص؟ عدد لا محدود من الأسئلة التي من الواجب مناقشتها في ورش عمل وندوات لمتخصصين في هذا الشأن لتحديد المشكلة واستخراج طرق حل لها، ووجه لي أحد الحاضرين سؤالا بهذا الخصوص بعد إلقاء ورقة عمل خاصة في منتدى ممارسي العلاقات العامة الخليجي الحادي عشر، وكنت قد تطرقت فيها إلى التحديات التي تواجه ممارسي العلاقات العامة في كل مكان، إلا أن التركيز هنا كان حول التحديات داخل بيئة العمل بعيدا عن الجمهور الخارجي.

حقيقة إن مجموع التحديات والصعوبات التي تعصف بالطاقات الشبابية لا حصر لها في كل مكان، وسأتطرق هنا لبطلة البحرين شيخة الشيبه، التي وجدت في ورقة عملي ترجمة حقيقية لما تعانيه حولها، هذه البطلة الشابة التي تحدت حادثة فقدان ذراعها إثر خطأ طبي أدى إلى إصابتها بمرض السرطان وعلى إثره تم استئصال ذراعها، حاربت مليا حتى تستطيع أن تجد من يُؤْمِن بمهاراتها ويطلق لها العنان في ترجمة الأهداف إلى حقيقة ملموسة، وكان ما صبت إليه، لكن ما تواجهه من ذوي الفكر المعاق أكبر بكثير مما كانت تتخيله، تروي شيخة قصتها قائله إنها حاربت مليا لإقناع الجميع بقدرتها على العمل في مجال العلاقات العامة، بدلا من وظيفة (أوبريتر - خدمات المتصلين) التي توفرها معظم المؤسسات، وحظيت بما أملت فيه، رغم الإحباطات من قبل مثبطي العزيمة الذين شككوا في قدرتها على الاستمرار، لكنها استمرت، والأصعب أنها قررت أن تخوض سباق الترايثلون الذي يعتمد على جمع مهارات السباحة والركض وقيادة الدراجات الهوائية وهو ما سبب طامة كبرى ومصيبة حقيقية لهادمي النجاحات من حولها الذين حاولوا مليا إقصاءها عن حلمها، لكنها صممت على خوض المغامرة.

شيخة كانت تقضي جل يومها في العمل والتمرين، وقدمت طلبا لتخفيض نصاب عملها من ثماني ساعات إلى خمس، وأصاب طلبها حفيظة البعض، وكأنما اقتص من قوت يومهم!

رفعت شيخة علم البحرين عاليا، واستطاعت أن تبهر كل من قابلها بإيجابيتها ورقتها وذكائها الباهر، لكن السؤال الأهم هنا، ألا تستحق شيخة دعما حقيقيا على الأقل في مسيرتها الرياضية؟ خصوصا أنها تتدرب وتشتري المعدات وغيره من مالها الخاص، أين صناعة النجوم والرياضيين في بلدنا الغالي؟ وإلى متى يسبب نجاح البعض غيرة وقهر الكثيرين؟ أليس الوقت مناسبا وواضحا لمناقشة هذه الأمور والاتفاق عليها؟ إجابات لأسئلة حقيقة تشغل بال المبدعين والفنانين والنجوم والرياضيين والمثقفين في وطننا الغالي.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .