العدد 3460
الخميس 05 أبريل 2018
banner
الحكومة العالمية الإسلامية بزعامة خامنئي (1)
الخميس 05 أبريل 2018

الدعوة الخمينية التي تبناها خميني (تصدير الثورة إلى بلدان العالم الإسلامي) وإعلان الهدف منها أي إقامة الحكومة العالمية الإسلامية تحت خيمة ولاية الفقيه بزعامة خميني في حينه، ثم انتقلت هذه الزعامة إلى خامنئي، ودفع الشعبان الإيراني والعراقي مئات الآلاف كضحايا لتلك الحرب المجنونة التي لم تتوقف إلا بعد أن تأكد خميني أنه لن يستطيع أن يحقق نصرا فيها وأنه بصدد مواجهة المزيد من الخسائر ما يهدد نظامه بالزوال ما اضطره إلى تناول كأس السم والقبول بوقف القتال، ولم تنته مع موت خميني الدعوة لتصدير الثورة إلى العالم الإسلامي، بل امتدت نيرانها لتحرق الأخضر واليابس حتى اليوم وهانحن نسمع القائد العام للحرس الثوري الإيراني، اللواء محمد علي جعفري يقول، إن “الإيمان بولاية الفقيه تجاوز حدود إيران، اليوم”، حسب ما نقلت عنه وسائل إعلام إيرانية.
وقال المسؤول الإيراني السالف، الجمعة، لدى مشاركته مناسبة لـ “تكريم” بعض قتلى “العالم الإسلامي” بحضور بعض أُسر قتلى “جبهة المقاومة الإسلامية” كما ورد في نص الخبر الذي أوردته وكالة “فارس” الإيرانية، إن ما سمّاه “الثبات في سبيل الله” هو الذي أدى إلى “انتصارات” نظامه في “سوريا واليمن وفلسطين”، على حد زعمه.
في المقابل، نقلت وكالة “تسنيم” الإيرانية عن قائد الحرس الثوري، في الموضوع ذاته، قوله إن ما سمّاها “الانتصارات” في “سوريا وغزة واليمن وتحرير حلب، تعد جزءاً من أجر ومكافأة رب العالمين”، على حد ذكر الوكالة السابقة.
أمّا عن الإيمان بـ “ولاية الفقيه” الذي تجاوز حدود إيران، كما نقلت “فارس” عن قائد الحرس الثوري، فقد ذكرت “تسنيم” أنه قال: “الحمد لله فإن تاريخ الجمهورية الإسلامية مفعم بالأتباع، واليوم اجتاز هذا الأمر الحدود الإيرانية”، ونقل المصدر السابق شكر قائد الحرس الثوري الإيراني “عوائل المدافعين عن العتبات المقدسة”، واصفاً كثرة عددهم بـ”المعجزة الإلهية”، على حد ذكر وكالة “تسنيم”، وكان خطيب جمعة طهران آية الله
محمد إمامي كاشاني، قد وصف في 16 ديسمبر الفائت، ما جرى في مدينة حلب السورية التي سيطر عليها نظام الأسد والميليشيات الإيرانية الطائفية، ثم قام بتهجير أهلها قسرياً، بأنه “انتصار المسلمين على الكفّار”. وأدخلت إيران إلى سوريا عشرات الميلشيات الطائفية التي تورطت مع الأسد بسفك دماء السوريين، وساهم عدد كبير منها باقتحام مدينة حلب السورية وتهجير أهلها قسرياً، ما تسبب بدمار غير مسبوق في المدينة التاريخية الكبيرة، فضلا عن آلاف الضحايا الذين سقطوا برصاص تلك الميليشيات وطائرات نظام الأسد.
وسبق لوزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو أن طالب بخروج كل الميليشيات الأجنبية من سوريا، كمقدمة لحل الأزمة فيها، إلا أن النظام الإيراني أعلن تشبّثه بوجود تلك الميليشيات التابعة له، في سوريا، وعلى رأسها “حزب الله” اللبناني، ثم قام نظام الأسد وعلى لسان وزير خارجيته بالإعلان عن أن وجود مرتزقة “حزب الله” في سوريا هو بطلب من نظام الأسد.
ودون تورية وبالمباشر كاشفا عن المخطط الاستحواذي الإيراني على العالم الإسلامي وفق مبدأ تصدير الثورة قال اللواء يحيى رحيم صفوي، كبير المستشارين العسكريين للمرشد الأعلى الإيراني، علي خامنئي، إن “العالم يتجه نحو إقامة حكومة إسلامية عالمية بإدارة إيران”، في خطاب يوحي بالتنافس مع خطاب تنظيم “داعش” الذي يدعو إلى دولة إسلامية عالمية أيضا.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .