العدد 3460
الخميس 05 أبريل 2018
banner
المواجهة الأميركية الإيرانية
الخميس 05 أبريل 2018

يتزايد الحديث وترتفع التوقعات بإمكانية اندلاع مواجهة عسكرية مباشرة بين أميركا وإيران، خصوصا مع حركة التغييرات التي قام بها الرئيس الأميركي ترامب بين مسؤوليه، وتعيين المعروفين بمواقفهم الأكثر تشددا وتصلبا ضد إيران، كمستشار الأمن القومي الجديد، جون بولتون، الذي دعا إلى الانسحاب من الاتفاق النووي الإيراني والعمل على تغيير النظام في طهران، ووزير الخارجية الجديد، مايك بومبيو، الذي وصف هو الآخر هذا الاتفاق النووي بأنه كارثي.

ويرى البعض أن الأجواء السائدة اليوم شبيهة بأجواء عام 2003 عندما كان يدفع بعض مسؤولي البيت الأبيض باتجاه الحرب ضد العراق، وهو ما حدث بالفعل بغزو العراق، وأن هذا ما قد يتكرر الآن مع إيران.

صحيح أن قرارات وسياسات ترامب تصعب من عملية التنبؤ وتجعل كل الاحتمالات مطروحة، إلا أن احتمال الحرب العسكرية المباشرة بين واشنطن وطهران يظل بعيدًا إلى الآن، ويتناقض مع السياسة الأميركية الحالية في الانسحاب من المنطقة، وعدم الانخراط في حرب جديدة.

أما التصريحات الأميركية الرافضة للاتفاق النووي ليست جديدة، فقد وصفه الرئيس الأميركي نفسه بأنه الأسوأ في التاريخ دون أن يصاحب ذلك تغيير عملي ملموس أو تحرك أميركي فاعل باتجاه القضاء على الخطر الإرهابي المنبعث من إيران ووكلائها في المنطقة.

بل إن طبيعة هذه العلاقات “المتوترة دعائيًا” بين البلدين مستمرة منذ عام 1979، دون أن تندلع حرب بينهما رغم وقوع أحداث جسيمة وخطيرة كانت كفيلة باندلاع هذه الحرب إن كانت هناك رغبة وإرادة حقيقية لذلك، ومن بينها أزمة احتجاز الرهائن في السفارة الأميركية بطهران عام 1979، والتفجير الذي استهدف مقر جنود المارينز في بيروت عام 1983، وغيرها من الأحداث.

الأرجح أن التصعيد الذي يمارسه ترامب ضد النظام الإيراني هو لضبط سلوك إيران بما يحقق المصالح الأميركية في العديد من ملفات المنطقة التي تتداخل فيها إيران للدرجة التي تجعل منها شريكا لواشنطن بفعل الأمر الواقع كما في سوريا والعراق ولبنان.

ويبقى العامل الإسرائيلي حاسمًا في إمكانية وقوع حرب بين إيران وأميركا، فطالما بقيت إسرائيل بعيدة عن الضرر وآمنة من ممارسات طهران فلن نرى هذه الحرب، فالمصالح الأميركية والكيان الصهيوني العاملان المحددان لطبيعة العلاقة ودرجة التوتر وتوقيت الحرب.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية