العدد 3459
الأربعاء 04 أبريل 2018
banner
وَخْـزَةُ حُب د. زهرة حرم
د. زهرة حرم
أخلاق شوارع!
الأربعاء 04 أبريل 2018

ما قصتكم أيها “الربع”؛ بين الكلمة والثانية ترددون: أخلاق شوارع!؟ وتصفون قليل التأدب بـ “صاحب شوراع”! من قال إن الشوارع لا أخلاق لها، وإنها مراعي أغنام وقطيع بلا صاحب؟ من قال إنها مكب للنفايات، والمهملات، والمترديات؟ من قال إنها للمشردين، غير المتربين، أو شراذم الخلق!

للشوارع أخلاق، كما للبيوت أخلاق، فإذا أردت أن تتعرف على أدب قوم؛ انظر إليهم في الشوارع؛ خصوصًا حين يكونون في سياراتهم، ولكن قبلها تذكّر أن الشوارع جمع شارع، والتي تعني فيما تعني المشروعية للجميع، وليس (التفلّت)، ولعب دور قُطاع الطرق، تعني أنه مُلك مشاع، ومُشرَّع، وسالك؛ لعبورنا جميعا، لنرجع إلى أدب السياقة في الشارع اليوم، كيف تصفونه؟ هل تجدونه حضاريًا، ويعبر عن سائق يحترم نفسه والآخرين؟ واسمحوا لي على هذه التعابير؛ ففي الصباح الباكر، تُفاجأ وأنت في الطريق لعملك، بسائق يفتح باب أو نافذة السيارة؛ ليبصق أمام ناظريك، ولأنها مفاجأة تكون عيناك قد اكتحلتا تماما بالمنظر البهيج!

ماذا عن وقت الظهيرة، وخروج غالبيتنا من عمله، كيف تتخيل الشارع؟ طبعا تجاوزات “على كيف كيفك”، وكأن ذاك السائق هو الجوعان الوحيد! أو المستميت للوصول إلى زوجته التي ستضع مولودها في البيت إِنْ تأخر بضع دقائق! أو كمن سيسعف أحدهم إلى المستشفى قبل النوبة! ماذا عن تلك الإشارة التي تأخذك إلى اتجاه معين؛ يمينا أو يسارًا، والتي يُفترض أن يلتزم فيها السائق جهته، وتجد بعضهم يتكوّمون بسياراتهم في الوسط! فلا هم اتخذوا مسارهم الصحيح، ولا رحموا من جاء خلفهم مسرعا في اتجاهه الأمامي! هل تخيلتهم!

هؤلاء هم “أنانيو الشوارع”، الذين يظنون أن الشوارع ملكهم، أو أنها حلبة سباق، وأن الجمهور يترصد بطولاتهم “الشوارعية”! يسوقون سياراتهم بشكل حلزوني مرة، ومرة بشكل اندفاعي سريع، وكأنهم في برنامج “الحصن” الشهير!

وتعال إلى من يظن أنه يُسلينا بأغاني طربه؛ ويرفع الصوت إلى أقصاه؛ لئلا يفوتنا مقطع غنائي أو غيره، وكأننا في برنامج ما يطلبه المشاهدون! وكلما مرّ عليك أو اقترب منك؛ رفع الصوت أكثر، نقول له: شكرا لك، لولاك مِتنا كمدًا في الشارع الممل! وهناك مَن إذا تجاوزته؛ رشقك بوابل من السباب، والشتم، واللعن، بعضهم يسرع خلفك؛ ليسمعك أفضع ما قيل في السب، وقد يسبق دفاعك مد اليد... قد! وقِس على ذلك الكثير، هذا بعض غيض من فيض، وأعلم أن الغالبية منا، كلها (سنع)، غير أن بعضًا من الناس يحتاج إلى وخزة، للشوارع آداب وأخلاق، وليست عبارة “أخلاق شوارع” التي يُقصد منها الحطّ أو التحقير من أدب فلان صحيحة؛ فالأخلاق نحملها في كل موقع ومكان، وليست الشوارع استثناءً!.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .