إن ما قيل في حب الناس لأوطانهم كثير لا يحصى، حتى أن الجاحظ نقل عن حكماء الهند القدماء أن حرمتها مثل حرمة الوالدين لأن غذاء المرء وغذاء أبويه منها، والإنسان المخلص لوطنه ليس بحاجة إلى التأكيد على حبه، فكل شيء واضح، وكذلك الإنسان العاق لوطنه والمسيء له معروف وواضح، فالولاء للوطن والقيادة لا يظهر بأشكال مختلفة، إنما بشكل واحد فقط لا غير.

تابع المجتمع البحريني ما أعلنت عنه الإدارة العامة لمكافحة الفساد والأمن الاقتصادي والإلكتروني، حيث تم القبض على خمسة أشخاص، مشتبه بتورطهم بإنشاء حسابات مغرضة ونشر تغريدات مسيئة للأشخاص وتشكل تحريضاً وإثارة للفتنة، وقبلها صرح العميد ركن سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة ممثل سيدي جلالة الملك للأعمال الخيرية وشؤون الشباب قائد الحرس الملكي رئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة رئيس اللجنة الأولمبية البحرينية (نقف بحزم في وجه الدعوات المشبوهة والتعرض لسيدي صاحب الجلالة الملك وسيدي سمو رئيس الوزراء وسيدي سمو ولي العهد خط أحمر).

حقيقة ليس من عادات أهل البحرين بث عوامل الفرقة والانقسام وزرع الفتنة وترويج الأكاذيب المسيئة للوطن والقيادة، فأهل البحرين معروفون بالسلام والتآلف والأخوة والتعاون والمحبة فيما بينهم ومن يخرج عن هذه القاعدة من المؤكد أنه مريض وليس جديرا بتسمية “بحريني”، شخص يعيش الهزيمة والانهزام والسقوط والانهيار وفيض الحقد والفتنة يسيل على حاجبيه، فالبحرين هذا البلد الجميل لا يستحق كل هذا الضجيج الهائل والنفاق والغدر في السر والعلن بوسائل التواصل الاجتماعي.

للأسف هناك من يزيد في الاكتشافات والابتكارات التي تسيء إلى الأوطان ومنها وسائل التواصل الاجتماعي التي يفترض أن تكون وسيلة تساهم مساهمة كبيرة في التقدم الإنساني والتوغل في مجالات مفيدة للفرد والوطن لأنها اليوم أصبحت مرجعا مستمرا وكتابا لا حجم له يكشف كل شيء، وليس مكانا للعدوانية والسلبية  ونافذة واسعة للمؤامرات وإثارة الحساسية بين الناس.

حفظ الله البحرين وقيادتها من كل شر، ولله الحمد في هذا البلد العزيز طاقات وأناس لن يبخلوا بالعطاء من أجل أن يرفعوا شأن البحرين وتوعية شبابها بالبعد عن كل ما يثير الفتنة في وسائل التواصل الاجتماعي.