العدد 3442
الأحد 18 مارس 2018
banner
مجلس الرئيس.. وثبة الشباب
الأحد 18 مارس 2018

عندما رأيت كيف كان خليفة بن سلمان حريصا على أن يحصن شباب بلاده بالمشاريع الحيوية، والفرص الذهبية، تذكرت المقولة التي عشنا معها أيام عمرنا وهي تصف الشباب بأنه نصف الحاضر وكل المستقبل، انه معول البناء، ومصدر الأمل والرجاء.

رئيس الوزراء صاحب السمو الملكي الامير خليفة بن سلمان حفظه الله ورعاه لم يترك منطقة أوقرية أومحافظة الا وذهب اليها يقتفي حاجات شبابها، يفتش عن أحلامهم ويبحث عن آمالهم، ويحاول بكل ما أوتي من قوة وعزيمة وإيمان ان يبث في نفوسهم روح المثابرة والإباء، عمق الاستيعاب لحضارات بزغت، وأخرى غربت، مغزى العطاء وكيف يجسده شباب اليوم، ولماذا هو الحلقة المتصلة بين علوم الماضي وفنون الحاضر، وبديع المستقبل. من هنا كانت حركة سموه دؤوبة، عفية، متفانية نقية، فكانت منطقة النعيم مطاف آخر وسط تجليات قادمة بعون الله، زارها سموه في الاسبوع الماضي تحرك مع شبابها رجالا ونساء، تلمس حاجاتهم وتوقف طويلا عند فكرة المركز الشبابي الذي يعني باهتماماتهم ويحمل طموحاتهم على أكف فهمت معنى الاحتضان العميق لفكر الأجيال القادمة، والإيمان الأعمق، برؤاهم وصدق توجهاتهم، فأصدر سموه حفظه الله أوامره السامية، بإنشاء مركز شبابي لرجال النعيم الطالعة، مركز يحاكي حاجاتهم الملحة، ويوافق تطلعاتهم الواسعة، حاضن نوعي لمسارات التحصيل البدني، والبناء الذهني، والإبداع التقني. مركز يتناغم مع ثورة المعلومات، ويتفاهم مع أسبقيات المعرفة، ويتقبل تركيبية الجيل المصاحب لخفة الحركة، وسرعة التواصل، وصدمة النانو والتكنولوجيا الفارقة.

إنه الحارس الأمين لفكر الشباب الطامح، والوافد الذكي لحماية ثقافة جيل بأكمله من الاختطاف المبرمج لجماعات مارقة، ولأفكار هدامة، وتيارات منحرفة، لذلك يصل الأب الرئيس دائما وأبدا في تمام المواعيد، وفي بهاء تألقها قبل أن يصيبها الوهن، فكانت الأوامر الحاسمة بمركز النعيم الشبابي، ومن قبله وبعده مراكز اخرى تعنى بهموم الشباب وتحولها الى طاقة عمل إيجابية، والى محرك اداء بحثي كامل المواصفات وسابق المبادرات ومحقق النتائج والابتكارات.

إن طموحات الأبناء لها أن تصب في خدمة المجتمع، وفي تحقيق الوثبة الكبرى للعقل الجمعي للوطن، ومن ثم بناء الذهنية التراتبية المنتظمة لشبابنا الواعد ولأجيالنا الطالعة من رحم هذا الوطن العريق.

لقد التحمت اجيال الامم المتقدمة مع حضاراتها القديمة واتسقت بقوة مع طموحاتها اللاحقة وامتزج الماضي بالحاضر بالمستقبل في سيمفونية إنسانية مبهرة، تحقق للماضي خلوده، وللحاضر تجليه ومواكبته ووجوده، وللمستقبل حاجتنا له وحاجته إلينا.

إن مركز النعيم للشباب وغيره من المراكز التي أمر سمو الرئيس بإنشائها تصب في قنوات البث التأهيلي لجيل يسعى كي يكون محركا لمقدرات وطن بأكمله، وذلك في محاولة حثيثة للإجابة على السؤال الصعب: لمن تكون التنمية؟!

في مجلس الرئيس جاء الجواب شافيا حاسما، إنها للمجتمع كله من دون تفرقة أو استثناء، للجغرافيا كلها من دون حذف أواضافة، وللتاريخ كله من دون تجاهل أوإقصاء، بالأمس ذهب خليفة بن سلمان إلى النعيم لينشئ فيها مركزا للشباب ومخزونه التاريخي العميق، وفي الغد سيذهب سموه الى مناطق أخرى واضعا نصب عينيه أن “كل المستقبل” لم يعد شعارا على جدار، وأن نصف الحاضر، هو نصفه الفاعل بكفاءة واقتدار.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية