العدد 3439
الخميس 15 مارس 2018
banner
بلا حدود علي مجيد
علي مجيد
اتحاد اليد.. قليلاً من الإنصاف
الخميس 15 مارس 2018

اتخذ الاتحاد البحريني لكرة اليد يوم الأحد الماضي قرارا عممه على الأندية المنضوية تحت مظلته، يفيد بمنع استخدام مكبرات الصوت داخل الملاعب التي تقام عليها منافسات اللعبة، واستند في تطبيق قراره على الأندية دون استثناء، بداعي وجود سوء استخدام مكبرات الصوت في تشجيع الفرق المتنافسة!

هذا القرار بكل تأكيد مفاجئ للشارع الرياضي عموما، ومجحف لروابط الأندية خصوصا، إذ لم نشاهد ونسمع يوما من الأيام وجود رابطة في أحد الملاعب والصالات من دون مكبر صوت، فكيف إذاً يتم منع مكبر الصوت ويسمح للأدوات الأخرى، والتي تسبب إزعاجا وضررا للحاضرين وأبسطها “الطبول”؟!

القرار عليه علامات استفهام كثيرة كون أسبابه ومبرراته غير مقنعة بتاتا، وفيه ظلم كبير للأندية الأخرى إذا ما حصرنا الرابطة المتسببة في هذه الإشكالية، والتي لم يتطرق لها اتحاد اللعبة لا من بعيد ولا قريب، بل وبسببها تم معاقبة الروابط الاخرى بدلا أن تعاقب هي على حدة!

نعم، هذا القرار صدر بعد حادثة جماهير نادي النجمة في ثالث جولات المربع الذهبي حينما استثاروا غضبا على طاقم التحكيم وكبروا في مكبرات الصوت بجملة “حكم ضعيف حكم ضعيف” وبتوجيه عبارات عن التحكيم للمعنيين بالاتحاد في المقصورة الرئيسة، إذًا، ما ذنب روابط أندية (الأهلي، باربار، الدير، الشباب، التضامن، سماهيج، أم الحصم، الاتفاق، البحرين، توبلي) لكي تخضع لهذا القرار، وهي لم تقم بأية مخالفات، أليس من الإنصاف أن يتم معاقبة الرابطة المخطئة بدلاً من وضع كل الروابط في خانة المتهمين، وحتى جمهور النجمة أن أخطأ باستخدام باستخدامه مكبر الصوت، فكان من المفترض أن يتم إنذاره مع تحذير الروابط الأخرى بوجود عقوبات ستتخذ في حال تم استخدام مكبر الصوت بشكل سلبي ومخالف للقوانين.

رغم القرار، يجب على اتحاد اللعبة أن يعي جيدا بأن الجمهور ليس بحاجة لمكبر صوت؛ لأن صوته كمجموعة بشرية متحدة في مدرجات محصورة تعد أكبر وأقوى في إيصال رسالته واحتحاجه وكل ما يدور في خاطره لأي شخص متواجد في الصالة، فهل سيتم منع الجمهور بعدها لتعود المدرجات إلى حالة الاحتضار بعد أن انتعشت في الموسم الحالي؟!

تحديدًا..

    رغم سريان القرار، من المفترض أن يعقد اتحاد كرة اليد اجتماعا عاجلا مع رؤساء روابط الأندية عموما وللأربعة الكبار المعنية في القرار خصوصا؛ لوضع النقاط على الحروف وضبط الأمور في التشجيع، كون المسألة ليست مقتصرة على مكبر الصوت، بل حتى فيما يُقال من سب وشتائم وعبارات غير أخلاقية باتجاه الحكام ولاعبي الخصوم، مع التنويه والتحذير بأن هناك سلسلة من العقوبات سيتم اتخاذها في حال تم مخالفة النقاط التي تم الحديث عنها حتى يكون موقف الاتحاد واضح وسليم.

      لجنة الحكام باتحاد اليد مُطالَبة بإنقاذ نفسها أولاً وحكامها ثانياً وما تبقى من منافسات الموسم الجاري ثالثا، من الغضب العارم للأندية وجماهيرها حول الحكام. مع احترامنا للحكام كافة إلا أننا نعيً جيداً بأن لجنة الحكام لديها ثلاثة أطقم فقط تعول عليها المواجهات البارزة، وبحسب نظام المسابقة أن الفرق المنافسة ستتواجه كثيرا فيما بينها، فالوضع يتطلب انتداب حكام من الخارج وتخفيف العبء على حكامنا بدلاً من وضعهم أمام مدافع الانتقاذ والهجوم اللاذع.

      اتحاد اليد في الموسم الجاري باشر ومنذ الدور التمهيدي باستقطاع 500 فلس لدخول الفرد لمدرجات الصالة بخلاف المواسم السابقة، والتي انحصر فيها الأمر على الأدوار النهائية، ولكن في الوقت نفسه مازال اتحاد اللعبة لا يعير اهتماماً لهذه الفئة، إذ لم نر ونسمع عن وجود خطوات تحفيزية لجلب الجمهور لحضور المباريات، وهذه الخطوة إن تحققت كما هي حاصلة في بعض الألعاب الأخرى، ستصب لصالح اللعبة أولا وأخيرا في إنجاح المسابقات وستعزز من الحضور الجماهيري في المباريات كافة.

      يا حبَّذا لو يقم اتحاد اليد بدراسة استحداث جوائز فردية للاعبين، كأفضل لاعب، حارس، باك، جناح، هداف، إضافة لأفضل مدرب، أفضل جمهور، والعمل على تطبيقها في الموسم المقبل أن لم يكن في الموسم الحالي، وذلك عبر وضع لجنة فنية من مدربين وطنيين من أصحاب النظرة الثاقبة يكون لهم القرار في ذلك. بكل تأكيد هذه الجوائز ستعطي دافعا للعمل بجد واجتهاد، والخروج بأفضل صورة ممكنة؛ من أجل الظفر بها، الأمر الذي سيثري منافسات اللعبة فنيا.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .