+A
A-

ميكروبات المعدة تساهم في السمنة ويمكن علاجها بالأقراص

كشف أستاذ التقنية الحيوية البيئية والأحياء الدقيقة بجامعة الخليج العربي الدكتور وائل المسلماني إن الميكروبات المعوية تلعب دوراً أساسياً في حدوث السمنة طبقا لأبحاث حديثة أكدت أن الميكروبات الموجودة بجسم الأنسان وخاصة التي تعيش في الأمعاء تؤثر على الصحة.

مبيناً أن عدد الجينات الميكروبية الموجودة بجسم الإنسان يفوق عدد الجينات البشرية 150 ضعف، وهي تؤثر بشكل مباشر أو غير مباشر على صحة الإنسان والأجهزة المختلفة مثل الجهاز الهضمي، والجهاز التناسلي، والمناعة، والجهاز العصبي.

وقال الدكتور المسلماني خلال الصالون العلمي لكلية الدراسات العليا الذي عقد مؤخراً لمناقشة أسباب السمنة وأخطارها وطرق الوقاية منها، إن الميكروبات المعوية تلعب العديد من الوظائف منها المساعدة على الهضم، وإنتاج الفيتامينات التي لا ينتجها جسم الانسان، وتعزيز المناعة،  كما تساهم  الميكروبات النافعة في حماية جسم الانسان من الميكروبات الضارة، ومؤخراً   بدأ العلماء في البحث عن دورها في التسبب بمرض التوحد من خلال تأثيرها على الجهاز العصبي.

مبيناً ان الميكروبات النافعة تساهم في حرق الدهون لو كانت موجودة بالنسبة الطبيعية في جسم الانسان، وعندما تختل نسبتها تساهم في حدوث السمنة.

وعن أسباب اختلال نسبة الميكروبات في جسم الانسان أوضح الدكتور المسلماني ان هناك العديد من المؤثرات التي تساهم في ذلك منها الافراط في استخدام المضادات الحيوية، أسلوب التغذية ونمط الحياة الصحية، إلى جانب الضغوط النفسية، والملوثات البيئية.

إلى ذلك، قال الأستاذ الدكتور وائل المسلماني إن تحليل ميكروبات الأمعاء أصبح عامل أساسي في تشخيص العديد من الامراض ومن بينها مرض السمنة، وتطوير علاجات غير تقليدية تساهم في استعادة التوازن الطبيعي الموجود بين الميكروبات المعوية. مضيفاً ان هذه العلاجات تعتمد على إعطاء المريض كبسولات تحتوي على جرعة من البكتيريا، تسهم في استعادة التوازن الطبيعي بين الميكروبات المعوية.

من جانبه أشار رئيس قسم الامراض الباطنية بكلية الطب بجامعة الخليج العربي الدكتور أمجد الباز إلى أن السمنة من الأسباب المؤدية الى الوفاة حول العالم مع ارتفاع مطرد في نسبة انتشارها بين الأطفال والبالغين.

وقال تشير آخر الاحصائيات الصادرة في العام 2016 ان هناك 600 مليون انسان بالغ مصاب بمرض السمنة بما يشكل 12% من مجمل سكان العالم، إلى جانب 140 مليون طفل مصاب بمرض ا لسمنة عالمياً.

وتابع، إن مرض السمنة تضاعف ثلاث مرات في العالم منذ العام 1975 ولغاية العام 2016 نتيجة عدة عوامل بينها تغير أنماط الحياة وأنواع الطعام المستهلك بين الناس.

لافتاً إلى ان السمنة تسبب العديد من الامراض منها مرض السكر من النوع الثاني، أمراض القلب والشرايين، السرطانات، آلام أسفل الظهر والمفاصل، ارتفاع ضغط الدم، أمراض الصدر والتنفس والنوم، الشعور بالاكتئاب. والعديد من الامراض الأخرى.

وقال الدكتور الباز إن هناك عدة عوامل تساعد في الحد من تفشي هذا المرض أولها ضبط معدل الميكروبات بالجسم من خلال الكبسولات. كما الخيار الشخصي للإنسان عبر زيادة نسبة الأطعمة الصحية المكونة من الخضروات والفواكه، البقوليات والحبوب.  إلى جانب ممارسة نشاط بدني منتظم لمدة 150 دقيقة أسبوعياً للبالغين، و60 دقيقة يومياً للأطفال.

مؤكداً  في ختام حديثه إن القائمين على صناعة الأغذية يمكن ان يلعبوا دوراً مهماً في هذا الجانب من خلال تقليل نسبة السكريات والاملاح، والدهون في الأطعمة المصنعة. كما التأكد من أن الخيارات الصحية والمغذية متوفرة وبأسعار معقولة لجميع المستهلكين.