يبدو أننا دون مبالغة أصبحنا في حرب مع الإرهاب، بكل ما تعنيه كلمة حرب من معنى، فالذي أذيع مؤخرا عن إحباط عمليات إرهابية خطيرة تستهدف رجال الأمن وأماكن ذات قيمة بالنسبة للاقتصاد البحريني، يبين أن المسألة ستطول وأنها ليست مجموعة من العمليات التي تنفذ من قبل أشقياء لزرع الخوف في صدور الناس.

فحجم الأسلحة والذخائر والأدوات والمعدات وعدد الأفراد المتهمين يدل على وجود استراتيجيات بعيدة المدى وخطط للتمويل والتدريب والتنفيذ تدار من قبل مؤسسات محترفة في الخارج هدفها إحداث الفوضى في الدول العربية وإسقاط ما لم يسقط منها، الأمر بالنسبة لهذه المؤسسات لم ينته يوم فشل دعاة الفوضى في تحقيق مآربهم خلال ثورات الخراب العربي.

ولكن الشيء الإيجابي بالنسبة لنا في البحرين والذي يجعل قواتنا الأمنية قادرة على محاصرة الإرهاب، هو أننا نعرف عدونا بشكل واضح ونعرف أساليبه وأدواته، نعرف أن الحرس الثوري الإيراني هو من يدبر ويدرب من يحاولون توجيه ضربات موجعة لنا، ولدى رجال الأمن في بلادنا خبرة كبيرة في التعامل مع العمليات الخبيثة التي يخطط لها هؤلاء ضدنا ورصد العناصر التي يتم تجنيدهم.

ولله الحمد نجحت قواتنا الأمنية في توجيه الضربة تلو الأخرى لخلايا الإرهاب التي تتجمع كل فترة سعيا لتنفيذ عملية نوعية تهز ثقتنا في أنفسنا وفي قدراتنا الأمنية، ويبقى هناك شيء غاية في الأهمية في مواجهتنا مع الإرهاب وهو أن الإرهابيين ومن يقف وراءهم عجزوا عن تحقيق اختراق كبير داخل المجتمع البحريني الذي أصبح أكثر نضجا وفهما لطبيعة الأحداث التي تجري في المنطقة من حولنا، من حيث أسبابها ومن يقف وراءها والنتائج المحسوبة لمن يديرون حرب الإرهاب فيها، صحيح أن الإرهاب له عناصر تعيش بيننا، لكنها عناصر قليلة وشاذة وغير قادرة على التأثير على مجتمعنا، هذا يؤكد أهمية الجبهة الداخلية في الحرب مع طرف خارجي.