العدد 3432
الخميس 08 مارس 2018
banner
آن الأوان لتغيير واقع المرأة في القرية والمدينة
الخميس 08 مارس 2018

يصادف الثامن من مارس من كل عام اليوم العالمي للمرأة، حيث حققت المرأة في أنحاء العالم الكثير من الإنجازات، وحصلت بالمقابل على الكثير من المكتسبات والحقوق، ولعل مملكة البحرين نموذج واضح وبارز في هذا الحراك المتقدم باتجاه تعزيز دور المرأة كشريك بارز في بناء الوطن، إلا أن هناك العديد من النساء يعانين القهر والعنف، وتنتقص حقوقهن في دول أخرى، وهناك نساء يعانين من الأمية والجهل والفقر والمرض في أنحاء كثيرة من العالم، ولاسيما في البلدان النامية، والمسؤول عن ذلك، تلك المجتمعات غير المستقرة التي لا تكون للقانون فيها مساحة وافية، وبالتالي عدم القدرة على الوقوف في وجه تلك التجاوزات الحاصلة بشأن أفراد المجتمع والمرأة على الوجه الأخص، كالعنف تجاه المرأة، والزواج المبكر للفتاة في عمر الطفولة وبالتالي حرمانها من التعليم، وتزداد معاناتها بعد إنجابها الأطفال وهي طفلة أيضاً، وهناك المرأة التي تعمل في البناء والفلاحة، أيضاً هناك عاملات المنازل اللاتي يتعرضن للعنف وهناك دلائل كثيرة على ذلك لا يتسع المجال لذكرها .

كما أن هناك العديد من دول العالم التي اقتصر التعليم فيها على العواصم والمدن الكبرى، بينما القرى النائية ينتشر فيها الجهل والفقر، وهنا تسود الثقافة الذكورية البحتة التي يأخذ فيها الرجل صلاحيات كثيرة عنوة، لعدم قدرة الدساتير على منعه بالإضافة إلى جهله، مما يجعله أكثر عنفاً في التعامل مع المرأة، كما أن للحروب والإرهاب إرهاصات كبيرة في عدم شعور المرأة بالأمن على نفسها وأسرتها، وبالطبع أي بلد تسوده الفوضى تنتهك فيه حقوق الإنسان، فلا تعليم ولا صحة ولا تنمية، الأمر الذي يجر معه الفقر والمرض، فهناك المرأة والطفل تحت القصف، والمرأة النازحة في مخيمات قد يخلو الكثير منها من معايير السلامة البيئية والمجتمعية، وهذا يلقي مسؤولية أممية كبيرة على دول العالم في تجريم الزواج المبكر للفتاة، ونشر التعليم في المناطق النائية، وتوفير الرعاية الصحية، ومحاربة الأفكار الهدامة والمتطرفة، والسعي لتحقيق السلام، فكلما ساد الأمان كلما هيأ لوجود تعليم متطور، وكان سبيلاً إلى تنمية شاملة، اقتصادية، واجتماعية، وثقافية، وصحية وبذلك يصبح الرجل أكثر تفهماً لبناء أسرة تحصل المرأة والأطفال فيها على حقوقهم، وسيجد الأطفال فيها الجو الأسري المريح المبني على احترام الآخر والقدرة على الإقناع وتبادل الأفكار، وسيكونون بالتالي أسرا جديدة فيما بعد، تشعر فيها المرأة بالأمن والأمان، وتحقق فيها ذاتها، وتشارك فيها الرجل في بناء مجتمع جديد .

في هذا اليوم، المجتمع بشتى فئاته مطالب بالتغيير، كما هي المرأة في القرية والمدينة معنية بتغيير واقعها للأفضل.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .