العدد 3428
الأحد 04 مارس 2018
banner
سيدي جلالة الملك يزرع بذور الفرح في عروق الإنسانية
الأحد 04 مارس 2018

عندما نكتب عن خصوصية مملكة البحرين وقائدها سيدي جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة حفظه الله ورعاه، فنحن نكتب ونصف شجرة باسقة، جذورها ضاربة في الأرض، وفروعها عالية في السماء، واعدة بأزهار الإثمار والعطاء، فأما الجذور فهي ذلك الماضي المتأصل تراثا وحضارة في القدم، وأما الفروع فهي هذا الحاضر المرتبط وثوقا بتلك الجذور التي تغذيه ليثمر زهورا تعد بمستقبل معطاء، ويأتي الأمر الملكي السامي بإنشاء مركز الملك حمد العالمي للتعايش السلمي من الأعمال الجليلة ذات التوجهات الإنسانية بعيدة المرامي عميقة الأهداف التي يقدمها سيدي جلالة الملك المفدى حفظه الله ورعاه إلى العالم والحضارة الإنسانية، فسيدي جلالة الملك “القائد الإنسان” أعطى العالم دروسا وتجارب شاملة في الإصلاح والإنجازات والعزيمة والوفاء للشعب والتطور المستمر، كما أثرى جلالته حفظه الله الفكر الإنساني بعطاء غزير ذي محتوى رفيع وقاد شعبه إلى فضاءات أرحب وأشمل.

إن مركز الملك حمد العالمي للتعايش يعكس التاريخ العريق للبحرين والمبادئ الراسخة منذ عصور في نشر ثقافة التسامح والتعايش وقبول واحترام الآخر، فأهل البحرين معروفون بالعطاء والمودة والمحبة والتعاون وتمتين أواصر القربى، والتاريخ يشهد على خطواتهم العملاقة في الإسهام بنشر السلام والأمن والاستقرار، والتحلي بروح وطنية مسؤولة، دون النظر إلى المذاهب والتوجهات والأديان، فأرض البحرين حاضنة لكل الأديان والملل بكل معاني التنوع والشمول، لهذا فهي تعطي دروسا بليغة لكل دول العالم والمجتمعات التي تعصف بها الحروب الأهلية والمآسي والتهديدات والأخطار، مجتمعات لا تعرف بعد كيفية العثور على المفاتيح التي تؤدي إلى بوابات الخير والسلم والفرح، وتعيش على الاختلال والصراعات والمفاهيم والأنماط الخاطئة.

إن متصفح كتاب إنجازات سيدي جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة حفظه الله ورعاه، سيجد نفسه لأول وهلة أمام درب طويل وتعجز كل المضامين والقواميس اللغوية عن الاقتراب من عطائه الغزير للإنسانية برمتها والرؤية ومناهج التفكير والتواصل الحضاري وتنمية وازدهار الشعوب والوئام والسلام، مليك يزرع بذور الفرح في عروق الإنسانية.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .