+A
A-

قاسم لـ"البلاد": الخط العربي تحدى كل تكنولوجيا منافسة وهزمها شر هزيمة

يرى الفنان والخطاط البحريني عزيز قاسم أن الخط العربي في البحرين يتمتع بالكثير من الاهتمام لدى الكثيرين، فهناك الكثير من الهواة ولكن الدعم الرسمي له لا يتناسب مع متطلبات الفترة التي يعيشها الخط من انتعاشه وتطور إذا ما قورن هذا الدعم بدول الجوار، موضحا أن الخط العربي فن اكتسابي ويعتمد تعلمه بدرجة كبيرة على الحصول على مدرس متمكن من تقديم المادة حسب مناهج متكاملة.

وفيما يلي نص لقاء "البلاد" مع الخطاط عزيز قاسم:

 

عموما كيف ترى واقع الخط العربي في البحرين؟

الخط العربي في البحرين يتمتع بالكثير من الاهتمام لدى الكثيرين، فهناك الكثير من الهواة ولكن الدعم الرسمي له لا يتناسب مع متطلبات الفترة التي يعيشها الخط من انتعاشة وتطور إذا ما قورن هذا الدعم بدول الجوار.

 

الخط ليس فنا سهلا وانما له تقنياته الصناعية والعلمية فإنه من الصعب ان يستمر دون تعلم وتدريب.. ما رأيك؟

الخط العربي فن اكتسابي. ويعتمد تعلم الخط العربي بدرجة كبيرة في الحصول على مدرس متمكن من تقديم المادة حسب مناهج متكاملة. ما يجري حاليا هو خطأ كبير لدى الكثيرين في كيفية تعلم وتلقي فنون الخط العربي وهذا الخطأ يتسبب في ابتعاد الكثيرين عن الخط أو يتسبب من جانب آخر في استمرارية المتعلم على مناهج خاطئة.

 

هل تأثرت من الفنانين الكبار من هم على المستوى العربي؟

هناك خطاطون قدماء يعتبرون القدوة والمصدر لجميع هواة الخط في العالم، ومنهم الأستاذ محمد شوقي رحمه في خط الثلث والنسخ، والأستاذ سامي أفندي في خط الثلث الجلي، والأستاذ غزلان بك في الديواني، والأستاذ حامد والأستاذ حقي في الجلي ديواني وتراكيب الثلث وغيرهم. أما من الأساتذة المعاصرين فتأثرت كثيرا بالأستاذ داوود بكتاش والأستاذ محمد أوزجاي.

 

قال شيخ الخطاطين في سوريا محمد علي المولوي ذات يوم "إنني اشعر بعد موتي وموت اخرين قلائل من جيلي يعدون على أصابع اليد الواحدة، فإن هذا الفن سيغدو يتميا وسيندثر".. ما تعليقك؟

مع احترامي للأستاذ المولوي ولكن واقعنا اليوم يثبت عكس ذلك حيث ان الخط العربي تحدى كل تكنولوجيا منافسة وهزمها شر هزيمة واستمر في تقدمه وعشقه الملايين في العالم كله. إضافة إلى توسع الخط في كل المجالات الفنية والصناعية مما جعل الخط يدخل في كل المنتجات وهذا ما حاولت إثباته في معرضي الخاص من خلال طرح منتجات مختلفة من زجاج وخشب وبلاستك وجلد وقماش لأوضح لعين الجمهور بأن الخط له نكهته في كل صبغة.

 

 أعود الى السؤال التقليدي.. لماذا يعتبر خط الثلث من أصعب الخطوط؟

 تكمن صعوبة كل خط في إتقان مقاييسه وقيمه الجمالية. وحين نتحدث عن القيم الجمالية فإننا نتكلم عن ماهية الفلسفة الهندسية التي من خلالها نستطيع أن نصل إلى ذائقة ترتقي بنا إلى الشعور النوعي بتفاصيل كل حرف.. وفي هذا المضمار يتخذ خط الثلث أعمق طرح في الفلسفة لما له من خواص دقيقة مقارنة بباقي الخطوط.

 هل أصدرت كراسات لتعليم الخط للناشئة كما فعل اخرون من امثال الفنان عبدالشهيد خمدن؟

 لقد قمت بتأليف مناهجي الخاصة في تعليم الخط العربي ولكني اقتصرت على تعليمها لطلابي في حدود صفي دون طباعتها نظرا لأن الطباعة والنشر مكلف بالنسبة لي.

 

 ما أجمل لوحة قريبة من نفسك؟

هي لوحة الجلي ديواني، وكلمة الله هي العليا.. أحببتها لأنها تعني لي الكثير.

 

بدأ بعض الفنانين في إدخال الخط والحرف في لوحاتهم التشكيلية.. ما رأيك في هذا النوع من المزج؟

أنا أحب التجديد والاستكشاف.. وأؤمن بأن الخط وباقي الفنون هم من عائلة واحدة يتداخلون في أمزجة بعضهم البعض.. ولو أننا تخيلنا موقعنا من مسيرة التاريخ لرأينا أن الخط وصلنا بهذه الصورة الجميلة لتضافر الفنون والجهود بصورة متراكمة لتتمخض عما لدينا من مستوى الفنون الراقية اليوم. والدليل هو الرجوع إلى المخطوطات القديمة والمقارنة بينها وكيفية دخول الزخرفة معها ومحاولات الخطاطين والفنانين في تقديم أعمال تتميز باحتواء عناصر فنية مختلفة في لوحة واحدة مثل الزخرفة واللون والخط.

 

ما مدى تأثير الحاسوب على فن الخط حيث أصبح بالإمكان اليوم الخط باستخدام الآلة بدلا من اليد؟

الحاسوب هو وسيلة تحتوي على أدوات تخدم الفنان في تنفيذه لا أكثر، ومن دوره أن يسهل بعض الخطوات ويساعد على حفظ العمل وإعادة إنتاج العمل بأكثر من صورة وحجم والقيام بتغييرات سريعة.. ولكن الأصل في العمل هو جدارة الفنان وأهليته في الطرح الأصلي للعمل، فالفنان الذي يعتمد في فنه على الحاسوب بشكل محض سيجد نفسه في مأزق لو أن الحاسوب لم يتوافر لظرف ما، ولكن التطوير يتدخل في مرحلة إنتاجية العمل من معرفة الفنان ونضوج حسه وليس في صلب الفن الذي يجب أن يكون نابعا.

 

ما أمنيتك وحلمك وأنت في عنفوان إبداعك؟

أوجه رسالتي للجهات المعنية أن تتبنى ابتعاثي إلى تركيا للحصول على الإجازة، فأنا اليوم بعد تعب كل هذه السنين وتدريسي للكثيرين قد أديت واجبي تجاه الخط وقمت بمسؤوليتي تجاه وطني، ولكني حاولت مرارا ان أحصل على الدعم الرسمي لابتعاثي لتركيا للحصول على الإجازة ولكن دون جدوى. وأنا هنا أتمنى أن يصل صوتي لمن لديه صنع القرار.