+A
A-

هل تصدق توقعات تجاوز الدولار 20 جنيها بعد انتخابات مصر؟

 

على الرغم من حالة الاستقرار التي يمر بها سعر الصرف في مصر والثبات النسبي للجنيه مقابل الدولار، إلا أن ما تبقى من السوق السوداء التي اختفت تقريباً خلال العام الماضي بدأت في النشاط الأيام الماضية مع توقعات غير مبررة بأن يتجاوز الدولار الـ 20 جنيها بعد الانتخابات الرئاسية.

في نفس التوقيت ومع قيام المركزي المصري بخفض أسعار الفائدة يوم الخميس الماضي بنسبة 1%، لأول مرة منذ التعويم بدأ الدولار في الارتفاع الطفيف أمام الجنيه في البنوك مما عزز من توقعات بواقي السوق السوداء في مصر.

وكانت مصر قد قررت تعويم الجنيه في نوفمبر 2016، وكان تصور الإدارة الاقتصادية وصندوق النقد الدولي أن خطوة التعويم ستؤدي إلى خفض الجنيه من مستويات 7.8 جنيه للدولار إلى مستويات 13 جنيه للدولار وكانت المفاجأة القفزة التي حققها الدولار إلى 18 جنيها وتجاوزها خلال الأسابيع الأولى للتعويم حاجز الـ 20 جنيها .

ومع تحسن مؤشرات الاقتصاد المصري خلال عام 2017 لم يحدث تحرك ملحوظ لقيمة الجنيه مقابل الدولار حيث ظل عند متوسط 17.65 جنيه .

وبعد قيام المركزي بخفض الفائدة 1% اتجه الجنيه للارتفاع أمام الدولار، ولكن سرعان ما تغير الوضع لتعلن البنوك ارتفاعات طفيفة للدولار بقيم تتراوح بين قرشين وأربعة قروش وأكدت مصادر لـ "العربية.نت" أن هناك تعليمات شفهية من المركزي للبنوك بأن يتم تمويل السلع الأساسية بنسبة 50% و25% للإنتربنك و25% للسلع غير الأساسية.

تقول رئيس قطاع البحوث بشركة فاروس القابضة رضوى السويفي، أن ارتفاع الدولار في هذا التوقيت أمر طبيعي مع إعلان نتائج الشركات عن العام الماضي، وقيام الشركات الأجنبية بتحويل أرباحها للخارج مما يؤدي إلى ضغوط على العملة الأجنبية إضافة إلى أن الدولار يرتفع عالميا.

وأكدت السويفي أن الدولار تراجع يوم الأحد الماضي في البنوك بعد قرار خفض أسعار الفائدة وكأن البنوك كانت تبعث رسالة طمأنة للسوق بأن أسعار الفائدة لن تؤثر على سعر الصرف .

وأكدت رضوى السويفي أن هناك توقعات بأن يقوم المركزي بخفض جديد لأسعار الفائدة بنسبة 1%، فقط في الاجتماع القادم في مارس مؤكدة أن هذا لن يؤدي إلى ضغوط على العملة بل إن خفض الفائدة بنسبة 3%، لن يؤدي إلى التأثير على سعر الصرف خاصة وأن الشهادات الجديدة التي أصدرتها البنوك العامة بعائد 17%، تجتذب شرائح كبيرة وبالتالي لا خوف من التحول إلى الدولار مجددا .

واتفق نعمان خالد محلل الاقتصاد الكلي في شركة سى آي كابيتال لإدارة الأصول في تصريحات لـ "العربية.نت" مع السويفي. وقال "وفقا لمؤشرات الأرقام في سوق الصرف من حيث تحسن السيولة الدولارية في البنوك وتحسن الاحتياطي الأجنبي وتلبية احتياجات المستوردين فإن الشائعات التي يتم ترويجها في السوق السوداء لن تخرج عن إطار الشائعات.