العدد 3419
الجمعة 23 فبراير 2018
banner
أحمد عمران
أحمد عمران
إدراج الترشيد في مناهج التدريس
الجمعة 23 فبراير 2018

لم يعد الترشيد خياراً يُلجأ إليه وقت الحاجة، بل أصبحت فلسفته جزءًا من استراتيجية الدولة وتطبيقاً للواقع في مختلف المجالات والمشاريع من أجل تحقيق التنمية المستدامة في المجتمع، ولو نظرنا إلى واقع الترشيد في مجتمعنا فإننا سنراه مقتصراً على الكهرباء والماء فقط، في مقابل ذلك لا نجد أية جهة تتبنى نشر ثقافة ترشيد الغذاء أو الملبس أو الدواء أو حتى السلوكيات الاجتماعية التي أصابتها آفة المظاهر وأدخلتها حيز التبذير والإسراف، في الوقت الذي يتفق المجتمع على تغذيتها يومياً من باب التباهي والتفاخر، للأسف إن هذه السلوكيات الخاطئة يتبعها كثيرون وتنجم عنها أضرار عديدة في المجتمع كالإسراف في الأطعمة الذي يؤدي إلى مشكلة في النظافة، حيث إنها تشكل إرباكاً حقيقياً للجهات والأجهزة المعنية بالنظافة، وكذلك مشكلة تراكم النفايات وأضرارها على البيئة علاوة على ذلك فإن هذا السلوك الاستهلاكي هو سبب مباشر في ارتفاع الأسعار وغلاء السلع، فارتفاع الطلب على السلع ينقصها في الأسواق وبالتالي يرفع من سعرها ويؤدي إلى زيادة غير مبررة على هذه السلعة، وبعدها نلقي اللوم على التجار ونتهمهم بالطمع والجشع وننسى سلوكياتنا الخاطئة التي كانت سبباً مباشراً وراء ذلك.

مما يلاحظ على طلاب المدارس الابتدائية خصوصاً غياب ثقافة الترشيد حيث يتضح ذلك جلياً من خلال بقايا وجبات الطلبة التي تمتلئ بها براميل النظافة أو قد تراها مرمية هنا وهناك على الجنبات، كذلك الحال في القرطاسية كالأقلام وباقي الأدوات التي تزخر بها حقائب الطلاب دون الحاجة الفعلية إليها، لهذا فمن الضروري العمل على غرس ثقافة الترشيد لدى الناشئة منذ الصغر وذلك بتضمينها في المناهج الدراسية على أن يكون هناك تعاون من قبل أولياء الأمور مع المدارس في تنمية هذه المفاهيم لدى الطلاب، إن نشر ثقافة الترشيد منهج شرعي ومطلب اقتصادي وهو السبيل الوحيد للحفاظ على الموارد.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية