العدد 3415
الإثنين 19 فبراير 2018
banner
قهوة الصباح سيد ضياء الموسوي
سيد ضياء الموسوي
ملك أطفأ الحريق بالرحيق
الإثنين 19 فبراير 2018

وثق الميثاق وثيقة الثقة بيد ملك حضاري يحضر الحضارة فكان سيد قراره، لتكون جزيرته ركن تمدن ونضارة، تمثال حرية ومنارة.

رفع الستار، ونحت التمثال، وغرس المنصة، لتبدأ حكاية وقصة، لا تنقص جمالاً عن قصص غابرييل غارسيا ماكيز أو تولستوي.

وقطع السجال دون أن يمنح إذنا لا لسفارات ترقص على التناقضات، ولا لدول إقليمية تعتاش على جثث الجغرافيا، داعيًا للتنوير والاعتدال بلا ديماغوجية متورمة لهذا اللاهوت أو هذا الكهنوت.

وزرع القناديل على بوابة دلمون بديمقراطية فتية، وحكومة مدنية، وقضاء عادل، وجامعة مزدهرة. لم يكتف بذلك، بل كان عند وعده وموقفه التنويري الأركيولوجي في حفر اللوحة السريالية بمؤازرة سمو رئيس الوزراء، وتطلع سمو ولي عهده، برسم جمالية اللوحة وبدأت تتعلق الديمقراطية فألغى قانون ومحكمة أمن الدولة، وبدأت المؤسسات الديمقراطية تتوالى، وتنمو كسنابل في كل سنبلة نقابة مئة حبة نقابة، وصحف ناقدة تحمل أسنانًا مدبّبة، وأظافر تجيد فن اصطياد اللحم الرسمي، ومؤسسات حقوقية على هيئة كاميرات رقابة تصطاد حتى لون الهواء.

ودشّن المجلس الأعلى للمرأة ليصنع للمرأة حديقة عدالة بعد سنين من حبسها في زنزانات التشريع الكهنوتي واللاهوتي القروسطي المبخر بمبخر مزاجية رجال الدين.

وانطلقت تشريعات مدنية تلبس ثوب الحضارة لتأسيس مناخ، وإيقاع يقوم على عزف أنامل المدنية على بيانو الديمقراطية الجان جاك روسية.

مازال الإيقاع يعزف رغم بعض الأوجاع التي صنعتها الأصابع المحترقة إلى اللاربيع العربي، والذي أعطى رسالة دموية على عدم النضج السياسي من تعلق أحلام فنتازية موثولوجية.

ورغم أنياب اللاربيع كان يسعى لفرض صورة الحوار، وإرسال رسائل التغيير رغم تيقنه بثأر مكر التاريخ، لإيمانه بأن السياسة تمكن الفن من فن الممكن، وأن مراهقة السياسة تدل على عدم النضج، واصطياد الهواء ضعف عقل وبلاء.

ليت السياسيين يقرؤون التاريخ كما صوره لوبون أو الوردي أو الأدباء والمؤرخون من أن السياسة كما الدنيا تحتاج إلى عقل وتوازن، كما قال حكيم ذات يوم “الدنيا إن أقبلت بلت، وإن أدبرت برت وإن أركبت كبت، وإن سامحت محت، وإن صالحت لحت، وإن أينعت نعت، وإن أكرمت رمت، وإن وفّرت فرت وإن بالغت لغت”.

لا تبالغوا، اطلبوا المستطاع، اشكروا الإيجابيات، وأزيلوا السلبيات بمنطق العقل، وبمرجعية الدستور والميثاق لنبني هذا البلد الجميل. ذلك هو الميثاق الماسة قبل الساسة شعب أقره فكان أساسه.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .