العدد 3407
الأحد 11 فبراير 2018
banner
360 درجة أيمن همام
أيمن همام
فرصة واعدة
الأحد 11 فبراير 2018

عندما شرعت في الكتابة مجددا عن موضوع السياحة، تذكرت قصة روتها لي أمي، رحمة الله عليها، وأنا صغير، وكانت أحداثها كالتالي:        

في يوم الجمعة اعتلى إمام القرية الجديد المنبر وألقى خطبة عصماء لاقت استحسان المصلين الذين كانوا يصغون بإنصات واهتمام بالغين للخطيب المفوه. وفي الجمعة التالية ألقى الإمام الخطبة ذاتها، فاستغرب المصلون فعل الإمام دون أن يبدر منهم أي تعليق.

وعندما تكرر الأمر في الجمعة الثالثة، قرر أحد المصلين تنبيه الإمام، وقال له “فضيلتك تكرر الخطبة، وقد حفظناها عن ظهر قلب، أليس لديك خطبة جديدة تلقيها علينا؟!”، فأجاب الإمام “من الجيد أن تكونوا حافظين لها، لكن هل عملتم بها؟”، وبعد لحظة صمت قال الإمام “لن أغيرها حتى أراكم ملتزمين بما جاء فيها”.

لا أعلم إن كانت قصة ذلك الإمام حقيقية أم أنها من نسج الخيال، لكني على يقين بأن البحرين لديها إمكانات سياحية كبيرة غير مستغلة على النحو الأمثل، لذلك سأواصل الكتابة عن هذا الموضوع حتى أرى السائحين يأتون إلى البحرين أفواجا في رحلات منتظمة من البلدان الأكثر إنفاقا على السياحة.

العاملون في مجال السياحة يدركون أن معدل إنفاق السائحين أهم بكثير من كثرة عددهم؛ فمئة سائح ينفق كل واحد منهم ألف دينار خير من ألف ينفق الواحد منهم مئة دينار.

لا ضرر أبدا من زيادة أعداد القادمين إلى البحرين حتى وإن قل إنفاقهم، ولكن من الخسارة عدم استهداف الدول الأكثر إنفاقا على السياحة، خصوصا أن البحرين تملك جل ما يبحث عنه مواطنو تلك الدول؛ الشمس الساطعة والبحر الدافئ والمواقع الأثرية، وفوق هذا كله شعبا ودودا ومضيافا.

من المعروف أن ألمانيا وروسيا وإيطاليا هي من أكثر البلدان طلبا لسياحة الغوص، وتشير بيانات منظمة السياحة العالمية إلى أن إنفاق الدول الثلاث على السياحة في العام 2015 بلغ 77.5 و34.9 و24.4 مليار دولار على التوالي. الروس تحديدا لديهم شهية مفتوحة على شراء المجوهرات؛ لذلك من المتوقع أن ينجذبوا لبرنامج غوص اللؤلؤ، الذي تطرحها هيئة البحرين للسياحة.

فكرة هذا البرنامج تستحق التقدير والثناء والتشجيع؛ إذ أنها تقدم منتجا فريدا قادرا على استقطاب فئة جديدة من السائحين، وتعزيز أنشطة تجارية مثل بيع المجوهرات والمشغولات اليدوية وغيرها، وإتاحة المجال لغواصي اللؤلؤ البحرينيين للاستمرار في عملهم المفضل كمدربين ومرشدين. ويبقى الأمر متروكا للمستثمرين لاستغلال واحدة من الفرص الواعدة التي توفرها السياحة في البحرين.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية