العدد 3407
الأحد 11 فبراير 2018
banner
حرب لبنان الثالثة قاب قوسين أو أدنى (2)
الأحد 11 فبراير 2018

هناك من يعمل على إشعال الحرب حتما إذا اقتضت الحاجة، وهنا لابد من التوقف على وضع إيران الداخلي الذي وصفه الرئيس الإيراني حسن روحاني بنفسه بأنه خطر على النظام الحالي، ويذكر بما حصل قبل الإطاحة بنظام الشاه في أواخر السبعينات من القرن الماضي، هذا الوضع لوحده يمكن أن يكون ذريعة لإيران لافتعال حرب جديدة بعيدة عن حدودها بواسطة حزب الله في لبنان أو الجولان من أجل إسكات الأصوات الداخلية التي تنادي بالحريات والعمل والعيش بكرامة.

أضف إلى ذلك منع روسيا إيران من التموضع قرب الشريط الفاصل في الجولان المحتل وقيام إسرائيل بضرب بنية مصانع الأسلحة الإيرانية التحتية في سوريا وتدمير أغلبها تحت سمع وبصر وربما موافقة الحليف الروسي في سوريا، وإن لم تكن هذه الأمور كافية فمعركة عفرين والصدام المتجدد مع تركيا في سوريا يشكل سببا آخر لإيران للقيام بحرب بالوكالة عنها على يد حزب الله في لبنان وآخر هم إيران هو مراعاة الوضع الداخلي اللبناني وسجالاته وانتخاباته واستقرار هذا البلد، ومن جهة أخرى فحماس عدلت عن مواجهة مع إسرائيل نظرا لوضعها الحرج داخليا في غزة والمصالحة الداخلية وتورطها خارجيا بعد قطع أموال قطر عنها في الآونة الأخيرة.

بالمقابل فإن المجلس الأمني الوزاري المصغر في إسرائيل قام بجولة في الجولان واستمع لشرح عن الأوضاع الميدانية من رئيس الأركان وقائد المنطقة الشمالية، حيث استعرضت خلال الجولة التي شارك فيها كل أعضاء المجلس الأمني الوزاري، كل الأوضاع وكل السيناريوهات المطروحة بالإضافة إلى المعلومات التي لدى الجيش عن الأسلحة وأنواع الصواريخ وعددها الموجودة بحوزة حزب الله ووضع الجيش اللبناني والجيش السوري أو ما تبقى منه في الجولان، وهنا لابد من التذكير بأن المجلس الأمني الوزاري المصغر هو المخول بإعلان الحرب أو الإيعاز للجيش القيام بأي عمل أو عملية عسكرية محدودة أو واسعة في أي مكان بما يتلاءم ومصالح إسرائيل، وإدارة دونالد ترامب ستكون داعمة بلا حدود لإسرائيل وربما ستشاركها هذه الحرب على حزب الله لكسر شوكة إيران عبر إرسال حاملة طائرات لحصار لبنان بحرا وإسناد إسرائيل جوا، في ضوء ما تقدم يمكن تصوير الوضع بأنه على حافة حرب يعتبر كل طرف فيها نفسه مرغما أخاك لا بطل، وكل خطأ من هذا الجانب أو ذاك يمكن أن يشعل المنطقة بنار قد تحرق الأخضر واليابس وبعدها سيخرج من يقول: لو كنت أعلم!. “إيلاف”.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .