+A
A-

التهديدات الإلكترونية المحتملة في دورة الألعاب الأولمبية الشتوية 2018

ينطوي على الفعاليات الرياضية الكبرى زيادة كبيرة في نشاط وإنفاق المستهلكين الأمر الذي يوفر لمجرمي الإنترنت فرصة كبيرة للقيام بالعديد من الأنشطة الإلكترونية الخبيثة.

ومع اقتراب انعقاد دورة الألعاب الأولمبية الشتوية 2018، نتوقع أن يولد هذا الحدث الرياضي الكبير تهديدات وأنشطة سيبرانية خبيثة تستهدف الشركات والمؤسسات المنخرطة في هذا الحدث كشركات الرعاية والترويج وغيرها من المؤسسات والهيئات المشاركة في الفعاليات الرياضية، بالإضافة إلى الاستفادة من الاهتمام الكبير الذي يصاحب هذا الحدث، واستخدام المحتوى للاستهداف بالبرمجيات الخبيثة.

وبدراسة تاريخ هذه الأنشطة التي تصاحب فترات انعقاد الألعاب الأولمبية، فمن المرجح أن تشمل هذه التهديدات أنشطة لمجموعات التجسس الإلكتروني، ونشطاء المقاومة الإلكترونية، ومجرمي الإنترنت.

واستناداً إلى مشهد التهديدات الناشئة، وبالنظر إلى البلد المضيف والتوجهات التاريخية، فمن المرجح أن تشهد الألعاب الأولمبية الشتوية تهديدات كبيرة من جماعات تجسس مدعومة من دول محددة، إلى جانب تهديدات ما يعرف بنشطاء المقاومة الإلكترونية الوطنية من دول إما في نزاع من البلد المضيف، أو في نزاع مع اللجنة الدولية الأولمبية.

أعتقد أن دورة الألعاب الأولمبية الشتوية 2018 ستولد تهديدات إلكترونية متزايدة من داخل أو خارج المنطقة، إلا أنه ليس من المرجح أن تكون هذه التهديدات بالقوة ذاتها التي شهدتها الألعاب الأولمبية التي نظمت في صيف العام 2016، نظراً لتعقيد وتطور بيئة الجريمة الإلكترونية في البرازيل التي استضافت دورة الألعاب آنذاك.

هناك فرص متزايدة أمام مجرمي الإنترنت لسرقة بيانات الائتمان والدفع الخاصة بالأشخاص وغيرها من المعلومات الحساسة. كما يمكن لمجرمي الإنترنت استهداف الشركات والهيئات التجارية المزودة للخدمات المختلفة خلال الحدث بهدف سرقة بيانات الدفع باستخدام البرمجيات الخبيثة الموجهة لنقاط البيع وغيرها من أدوات الدفع الأخرى.

ومن المرجح أيضاً استخدام الرسائل الإلكترونية المؤذية التي تحمل مختلف المواضيع الخاصة بالألعاب الأولمبية لنشر البرمجيات الخبيثة وتوجيه الضحايا نحو مواقع إلكترونية للتصيّد الإلكتروني بهدف إصابة كمبيوتر المستخدم بهذه البرمجيات، حيث يمكن لمثل هذه البرمجيات الاستحواذ على البيانات المالية وأسماء المرور وكلمات السر الخاصة بحسابات الضحايا، وغيرها من المعلومات الحساسة. فعلى سبيل المثال، واستناداً إلى البيانات الاستقصائية المستقاة من تقنيات الكشف التابعة لشركة فاير آي، فقد لاحظنا بالفعل استخدامات خبيثة لإغراء المستخدمين عبر مواضيع خاصة بدورة الألعاب الرياضية الشتوية، على الرغم من الفوائد المرتبطة بهذه الحملات لم يتم تحديدها بعد.

وبغض النظر عن فترة انعقاد الألعاب الأولمبية، يجب على المسافرين الحرص واليقظة على الدوام عند السفر والتنقلات.

تختلف مخاطر سرقة البيانات من بلد لآخر، كما إن فرصة سرقة البيانات الرقمية باستخدام البرمجيات الخبيثة أو عبر استخدام البطاقات الائتمانية في مواقع تم الاستيلاء عليها مسبقاً من قبل مجرمي الإنترنت قد ارتفع نظراً للاعتماد الكبير والمتزايد على أساليب الاتصال والتعاملات العصرية.

وينبغي على المسافرين النظر في الأجهزة والأدوات الإلكترونية التي يصطحبونها معهم، والانتباه للنقاط الساخنة hotspots التي يستخدمونها للاتصالبشبكات الإنترنت اللاسلكية (واي فاي)، والتأكد من تحديث الأجهزة قبل السفر، والانتباه لهذه الأجهزة وعدم تركها بعيداً عنهم خلال سفرهم لعدم وقوعها في أيدٍ خبيثة، وإن لم تكن هناك خططاً لاستخدام هذه الأجهزة كالحاسوب المحمول أو الهاتف الذكي خلال السفر، فيجب النظر في عدم جلبها في الأصل.