سؤال يجب أن يشغل بال الكثيرين، في ظل القرارات والتصريحات العجيبة والمتناقضة للرئيس الأميركي دونالد ترامب، فالرجل لا يتناقض في قراراته مع القرارات الدولية المعروفة مثل تلك المتعلقة بالقضية الفلسطينية، لكنه يتناقض حتى مع القرارات والسياسات الأميركية المعلنة. فقد أعلن وزير خارجيته قبل أيام أن الولايات المتحدة ستحتفظ بقواتها في سوريا حتى بعد القضاء على تنظيم داعش الإرهابي، وهذا عكس ما أعلنت عنه الولايات المتحدة قبلا، فأية آثار وأية مواقف دولية يمكن أن تنشأ بسبب هذا القرار الغريب؟

ترامب يهدد بالانسحاب من الاتفاق النووي الإيراني ويسعى في نفس الوقت للتفاوض مع كوريا الشمالية، وهو تناقض جعل كبيرة المفاوضين الأميركيين ويندي شيرمان تقول إن هذا التناقض سيجعل الدبلوماسية الأميركية مستحيلة لأنه سينسف مصداقية الولايات المتحدة، بيد أن المثال الأكثر غرابة في سياسات ترامب وتناقضاته هو موقفه من الأزمة بين دول الرباعية العربية وبين قطر، فرأيناه وهو يدعم موقف الدول الأربع ويطالب قطر بالتوقف عن دعم الإرهاب، ورأيناه وهو يطالب حل الأزمة فورا وهو ما يعني دعمه قطر.

صحيفة الإندبندنت البريطانية اتهمت ترامب بأنه سيتسبب في اندلاع حروب جديدة في الشرق الأوسط بسبب تناقض سياساته وقراراته مع السياسات الأميركية المعلنة.

فما الذي ينتظر العالم، وما الذي ينتظرنا نحن في الشرق الأوسط من سياسات هذا الرجل الذي يعد الأعجب في تاريخ رؤساء الولايات المتحدة.