العدد 3398
الجمعة 02 فبراير 2018
banner
مصير القدس بعد جولة بينس (1)
الجمعة 02 فبراير 2018

لم تلق تأكيدات مايك بينس نائب الرئيس الأميركي بأن السفارة الأميركية لدى إسرائيل ستنتقل إلى القدس في نهاية عام 2019، أي تعليقات أو ردود فعل واضحة على الصعيدين العربي والإسلامي، رغم أن هذه التصريحات لا تقل خطورة عن تصريحات ترامب بشأن الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، تصريحات بينس بالغة الأهمية لأسباب عدة أولها أنها تعد البرنامج الزمني الفعلي لنقل السفارة، وبالتالي فهي تأكيد رسمي على تنفيذ القرار الذي قال الكثير من المحللين العرب إنه يستهدف مجرد إعلان وفاء بوعد الرئيس ترامب بشأن نقل السفارة! وثانيها أن هذه التصريحات تعكس نظرة إدارة ترامب لردود الأفعال العربية والإسلامية تجاه قرار الاعتراف بالقدس، حيث بات واضحاً أن الإدارة لا تهتم بالغضب العربي والإسلامي ولا تلقي بالاً لكل المؤتمرات والبيانات والتصريحات المعبرة عن الغضب حيال القرار!

ربما لم ينتبه البعض إلى تغيير برنامج جولة بينس في الشرق الأوسط لتبدأ من مصر بدلا من أن تبدأ من إسرائيل، حيث كان من الواضح أن بينس درس ردود الفعل العربية والإسلامية جيداً، وقرر تغيير برنامج زيارته ليقدم في ختامها هدية جديدة لإسرائيل وهي تحديد موعد نقل السفارة، لاسيما أن الموعد أثير حوله لغط وجدل كبير، ولكن بات واضحاً أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو كان متأكداً من قوله ان نقل السفارة سيتم في عام 2019، وهي التأكيدات التي تهرب من نفيها بشكل مباشر البيت الأبيض مكتفياً بالقول إن تنفيذ القرار لا يزال يخضع للدراسة!

رغم إجماع المحللين في الصحف العربية على أن بينس عاد من جولته بخفي حنين، ومن دون تحقيق أية نتائج تذكر، فإن الواقع يشير إلى أنه توصل إلى قناعة مهمة بالمضي في الخطة الأميركية بشأن القدس، حيث لم يتعرض بينس خلال الجولة إلى ضغوط أو إحراجات كبيرة يمكن أن تدفع الإدارة الأميركية إلى إعادة النظر في موقفها، فكل ما صدر خلال الزيارة كان متوقعاً بل كان أقل من المتوقع بمراحل، وعلينا أن نلحظ أن ردود الفعل بدأت تهدأ تدريجياً ونجحت واشنطن في امتصاص ردات الفعل الأولى وتمضي في قرارها بشكل واضح!. “إيلاف”.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية