«البحرين غالية وشعبها غالي ولا نرضى بزعلهم وإن شاء الله بنراضيهم بطيبة الخاطر”.. كلمات قالها قبل أيام وزير النفط الشيخ محمد بن خليفة آل خليفة في برنامج “على مسؤوليتي” الذي يعرض على قناة البحرين. أجزم أن كلماته خففت قليلاً من الأوجاع، فكانت كالبلسم على الجرح، نشكر الوزير لتقديره المواطن وشعوره بمعاناته والواضح من كلماته أنها تبشر بالخير، مجرد كلمات استطاعت أن تبث الروح والتفاؤل بشعب البحرين فكيف لو تم تنفيذها على أرض الواقع؟
الكثير من المشاريع بالإضافة للجهود المبذولة لتنويع مصادر الدخل خطوات جيدة وإن جاءت متأخرة، كما أن طمأنة الرأي العام وتهدئته في هكذا ظروف خطوة مشكورة تحسب للوزير والقائمين على الأمر، وحبذا لو تأتي أمثال هذه الخطوات في المستقبل في الوقت المناسب ولا تتأخر لسد الباب أمام الذين ينتهزون الفرص للطعن في النظام وتأليب الرأي العام عليه.
إن مع العسر يسرا، لقد بايعنا ولي الأمر على الطاعة في السراء والضراء، الدولة اليوم تواجه منعطفات وتحديات خطيرة، شأنها في ذلك شأن أكبر الدول في العالم، علينا جميعاً الوقوف معها والتكاتف سوياً لتحقيق ما نصبوا إليه وتعويض الخسائر .
نتمنى أن تصبح قرارات وتطمينات اليوم مختلفة عن نظيراتها، للأسف أصبح المواطن يبدي الكثير من المخاوف بسبب عدم الاستقرار الاقتصادي من جهة وعدم كفاءة بعض المسؤولين واستمرارهم في بيع الأوهام من جهة أخرى، تصاريحهم شبيهة بالمهدئات التي لا تعالج المشكلة من جذورها... هناك مشاريع نراها على أرض الواقع بينما هناك مشاريع أشبه بالنفخ في “جربة مخرومة”، وهناك أخرى أوجه الصرف فيها عديمة الجدوى، فلا خير يرجى من هكذا مشاريع مهما بلغ حجمها!
عندما يحترق منزل، فصاحبه يبحث عن ما يطفئ الحريق، لا عن أحاديث عن طرق الوقاية في المستقبل، فمردود هذه المشاريع (إن لم تتعثر) غير منظور على المدى القريب.