العدد 3390
الخميس 25 يناير 2018
banner
وَخْـزَةُ حُب د. زهرة حرم
د. زهرة حرم
الديرة... وراها تابعة؟ لو عين؟!
الخميس 25 يناير 2018

هل تصدق أنني طوال حياتي لم ألجأ إلى هؤلاء العرافين، وحَسّابيّ (الفال)، والكاشفين، ولم أصدقهم – قط – إلى أن حلّ بي هذا المصاب، وألمت بي هذه الكارثة، وبعد كل هذه السنوات، لا أزال في الوظيفة ذاتها، على الرغم من الجهود التي أبذلها يوميا؛ لأصل إلى الترقية التي أطمح إليها! وعلى الرغم من أنني أجمل أخواتي، والخطّاب يطلبونني منذ كنت طفلة، ها أنذا الآن لم أتزوج بعد! لا يا جماعة... هناك شيء في الأمر، وهناك (حتى) كبيرة في (السالفة)! فهل يعقل أن تتزوج “البطة السودة” قبلي، وهي التي طالما عرفت نفسها جيدا؛ بأنها الأقل جمالا من بيننا نحن الصديقات!

وبعد كل محاولات الإنجاب، وبعد إنفاق الكثير من الأموال، على طبيب في (الديرة) وعشرة خارجها، وتجربة أطفال الأنابيب، وزراعة، وتثبيت، مرة لي، ومرة لزوجتي، وعلى الرغم من تأكيدات الأطباء أننا نحن معا سَليمان.. بعد كل هذا لم (تحبل) زوجتي!

ابنتي لا ترفع رأسها من على الكتاب، يوميا تدرس جميع الدروس، وتستعين بها زميلاتها في شرح ما يصعب عليهن، ولطالما وصَفت لي موقف المدرسات منها؛ حين تُحرجهن في سؤال لا يعرفن إجابته، كانت من الأوائل على (صفها)، والآن تُضطر لإعادة سنتها الدراسية! الأغرب من هذا، أنها جميلة الجميلات، “ست الحسن والدلال”، بيضاء، هيفاء، ناهد، كاعب، ولود (ما شاء الله) وودود، وتزوج عليها زوجها بنت “الحاج علي بن عاقول بياع النخج”... “السودة، القصيرة، المربوعة، أم لعيون الضيقة”... يصير!

دفع كل (اللي وراه... واللي قدامه... ما ظل عنده فلس أحمر؛ لحملته الانتخابية، حتى الحكومة وعدته، وأخلفت، والناس وعدته تصوّت له، وتحالفت مع منافسه، على الرغم من أنه ما “خلّى خيشة عيش ما وزعها”، وكان الأقل حظًا في عدد الأصوات، المسألة فيها (إنًّ)!

إنّ... وحتى... نصرفهم عند (أم مرجان)، رأس مالها شهادة الابتدائية، تفتح القرآن على المكشوف. وتقول: ترى مسألتكم عندي... الوظيفة، والعريس، والولد، والنجاح بامتياز، وجذب الزوج، ودخول البرلمان. وفلان: الموظف، والأستاذ، والطبيب، وربة البيت، والدارس و(المفتهم) كلهم عندها، فقط ادفع 250 للخروف؛ الفدية... نخلصك من التابعة!

250 دينارا معقولة يا أم مرجان!؟ تقول وهي تهز رأسها مُستعطفة: الأسعار يا جماعة ارتفعت... والضرائب (ما خلّت أحد)!  

طيب يا الشيخة: (يصير نسوي فدية للديرة... ترى كل يوم في حال... تظنين وراها تابعة... لو عين!).

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية