العدد 3390
الخميس 25 يناير 2018
banner
خلوها... طائفية!
الخميس 25 يناير 2018

المشهد القبيح هو ذاته يتكرر “نحن أبناء الطائفة الفلانية على الحق و(الفرقة الناجية) وما عدانا فليسدحهم الطاعون ويذهبوا لمزبلة التاريخ”.

لا تكاد جلسة أو نقاش ينقضيان بين اثنين مختلفين في العقيدة - حتى وإن كان محور النقاش يدور في فلك بعيد عن الدين - إلا وكانت “شيطنة المذهب” ثالثهما.

كانت آخر تقاليع موضة “البط في الآخر” ما انتشر على وسائل التواصل الاجتماعي قبل أيام من تقزيم وتحريض أحد المشايخ ضد إحدى الطوائف بعد توحد محاميتين بحرينيتين مختلفين في المذهب في رفع دعوى قضائية بحق إعلامية مشهورة اعتبرها كثيرون أنها أساءت لشعب البحرين.

كان على هذا الشيخ وغيره من الموتورين في اللعب على وتر الطائفية أن يعلموا أن اختيار الدين والمذهب ليست عملية اختيارية محضة، بل إنها شبيهة بولادة طفل من بشرة بيضاء أو سمراء أورثاه إياها والداه بفعل الـ DNA.

وعليه فإن التشاحن الطائفي حتى القتل لا ينبغي أن نحمل إزره نحن الأحفاد والأبناء، ذلك أن الطائفة ورثت فينا ولم يكن لنا يد فيها أصلا، ومثلما كنت أنا الشيعي من أبوين من المذهب نفسه، كنت مؤهلا وبفخر شديد أن أكون سنيا لو كنت ابنا لوالدين سنيين.

لا يجدر بنا التورط - ونحن المتشكلين مذهبيا بالتوارث - في فجور طائفي لا ناقة لنا ولا جمل في صنعه وإنما تم تشريبنا إياه تشريبا على غرار الآية الكريمة “إنا وجدنا آباءنا على أمة وإنا على آثارهم مقتدون”. فهل من متدبر؟

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .