العدد 3387
الإثنين 22 يناير 2018
banner
ما وراء الحقيقة د. طارق آل شيخان الشمري
د. طارق آل شيخان الشمري
كاهن صعدة
الإثنين 22 يناير 2018

الاستراتيجية الإعلامية لكاهن صعدة الحوثي الذي تمت صناعته ورعايته وتسويقه من قبل الحرس الثوري الإيراني، ارتكزت على التسويق الإعلامي لقدسية وكهنوتية وسلطة الحوثي على اليمنيين، ليمثل الولي الفقيه والمرشد اليمني الذي يجب على كل اليمنيين طاعته طاعة عمياء، بنفس الشكلية التي يجب فيها على الإيرانيين طاعة الولي الفقيه. وعليه، فإن الإعلام الحوثي تطابق مع عقلية كاهن صعدة في أنه لن يفرط في كهنوتيته ويعرض سلطته للمساومة وإخضاعها للسلطة الشرعية اليمنية.

لهذا، يجب علينا أن نعرف حقيقة الفكر الحوثي السفيه ومدى خطره، ليس فقط على المجتمع اليمني بل على الفكر الإسلامي والقومية العربية، فالحوثية أقل ما يمكن وصفها بالفكر الكهنوتي الجاهلي المتطرف، المبني على إلغاء الآخرين وتعظيم دور الكاهن الأعظم عبدالملك الحوثي، وقبله حسين الحوثي. والوصف الحقيقي للحوثية أنها ليست فكرا سياسيا، ولا تمتلك حتى الحد الأدنى من الرؤى السياسية أو الحس السياسي والحزبي الذي يمكنها من الاندماج والتفاعل في المجتمع المدني اليمني، ويمكنها من تقديم آيديولوجية سياسية حزبية تساهم في إثراء الفكر السياسي اليمني، وبالتالي تستطيع تسويق هذه الآيديولوجية السياسية لأفراد المجتمع اليمني، ويُمكن لمختلف شرائح هذا المجتمع القبول به ودعمه سياسيا للوصول إلى مراكز صنع القرار، أسوة ببقية الأحزاب السياسية اليمنية، فهو فكر متخلف جاء بهدف واحد هو تمكين الكاهن الأعظم الحوثي من استعباد البشر وإخضاعهم لسلطته الدينية لأنه الولي الفقيه لليمن، وبالتالي فإن أية مفاوضات أو مطالبات تستهدف إزاحته من المشهد اليمني، أو إخضاعه للعملية الانتخابية وتصويت المجتمع اليمني، أمر مرفوض بتاتا لدى هذا الفكر السفيه المتخلف، وعليه فإن السبب الأول لفشل المفاوضات يكمن في عدم قبول كاهن صعدة التفريط في كهنوتيته وقدسيته.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية