+A
A-

الموسوي: من الصعوبة ترجمة النصوص الثقافية العربية إلى الروسية

أقامت لجنة الترجمة بأسرة الأدباء والكتاب يوم أمس الأول ندوة بعنوان "الترجمة بين الامتثال للنص أو بناء نص جديد" حاضر فيها أستاذ علم النفس بجامعة البحرين نعمان الموسوي، حضرها لفيف من المهتمين وأصدقاء الاسرة. في مستهل الندوة أوضح الموسوي أن الترجمة هي عملية تفسير لمعنى النص المقدم باللغة الاصلية وبناء نص مكافئ له بلغة الهدف. وقد كانت عملية الترجمة في البدء يديوية ثم ما لبثت بفضل الحاسوب وأدوات التكنولوجيا المتقدمة ان أصبحت فعلا آليا.

ان الترجمة هي نقل نتاج لغوي من لغة الى اخرى وهي ليست استبدالا لكلمات بل هي فن وعلم وحس ادبي، فهي نقل للحضارة والثقافة والفكر واللغة، ولما كانت اللغة هي ترجمان الانسان عن نفسه او عن الكون او عن الاخر فإن نقل النص الى لغة اخرى هي ترجمة الترجمة. ويأتي الابداع في الترجمة من التوافق بين معنوية الادب ولفظية الترجمة، ولتحقيق ذلك ينبغي على المترجم التركيز على روح وجوهر النص الاصلي وفهم الاختلافات الثقافية التي يكون لها تأثير كبير في فهم معاني الالفاظ بشكل صحيح. والترجمة نشاط انساني في غاية الاهمية فهي ما يضمن حياة اللغة والثقافة والفكر ونموه وتكاثره ناهيك انها تساهم في التقارب الحضاري والتسامح الديني ونقل العلوم المختلفة وتنشيط السياحة وادارة الاعمال.

ويضيف الموسوي "يتوافر نوعان من الترجمة.. الترجمة المكتوبة والترجمة المنطوقة وقد مارس العرب الترجمة منذ اقدم العصور في رحلات الشتاء والصيف والتي من خلالها انتقلت بعض الالفاظ الفارسية الى العربية وظهرت في شعر كبار الشعراء كالأعشى. وتعود أقدم بردة في الاسلام الى عام 22 هجرية وعليها نص باسم عمرو بن العاص وبها ثلاثة اسطر يونانية حيث دونت تحتها الترجمة العربية ويعتبر ابن المقفع من اعظم النقلة والمترجمين المسلمين.

تمر عملية الترجمة بثلاث مراحل أساسية وهي حل الشفرة، استيعاب النص، والترجمة المباشرة، نقل النص ذهنيا الى اللغة الهدف، والتشفير او الصياغة عن طريق كتابة النص او نطقه باللغة الهدف".

ويتابع الموسوي "هناك فروق بين الترجمة الشفهية والتحريرية في طريقة " ميكانيكية" الأداء، فالترجمة الشفوية يراد بها نقل الكلام شفويا من لغة الى أخرى في وقت قصير دون تحضير مسبق، بينما لدى المترجم التحريري وقت كاف لمعالجة النص، وفي المقابل تسير الأمور في الترجمة الشفوية باتجاه عكسي، حيث إنه من الملائم اكثر للمترجم ان يترجم إلى لغة أجنبية " غير لغته الأم" ولذلك فإنه في حالات كثيرة يكون هناك مترجم واحد لطرفي اللقاء او الشخصين المشاركين في الاجتماع وتكون مهمته هي النقل الكامل لكلمات المتحدث إلى اللغة المستهدفة".

ثم تحدث الموسوي عن جودة الترجمة موضحا في هذا الجانب إن الترجمة الصائبة تحقق معياريين هما: الدقة والشفافية، وعرج كذلك خلال الندوة عن عملية التصرف في الترجمة موضحا أن التصرف يأخذ شكلين أساسيين وهما التصرف الداخلي والتصرف الخارجي.

أما مشكلات الترجمة فقد لخصها الموسوي بالمشكلات التي تتعلق بالنص كأن يكون النص غير مكتمل او مكتوب بخط غير واضح او يكون مليئا بالأخطاء الإملائية والنحوية وهناك نصوص ينبغي ترجمتها بحذر شديد خشية الوقوع في المحظور كالنصوص الدينية المرتبطة بالعقيدة او المذهب والنصوص السياسية وذات العلاقة بالعادات والتقاليد. ومشكلات تتعلق ببعض المفردات اللغوية، وضرب مثلا وهي كلمة " خصوصية"، حيث يصعب ترجمتها الى الروسية بسبب عدم وجود مرادف لها في التقاليد الثقافية الروسية. وأيضا هناك مشكلات تتعلق بدرجة الترابط المنطقي للنص ومشكلات تتعلق بطريقة الترجمة.

وتحدث الموسوي كذلك عن ترجمة الأعمال الأدبية والثقافية مبينا ان الترجمة هي الجسر الذي من خلاله يتم التواصل والتبادل الحضاري والثقافي، غير ان ترجمة الثقافة تعتبر من المعضلات الأساسية في الترجمة لان كل لغة لها ثقافة ذات خصائص وسمات خاصة تختلف اختلافا جوهريا عن سمات اللغة الأخرى. وتعزى صعوبات ترجمة النصوص الثقافية الى اضطرار المترجم للتعامل مع وحدات وكلمات وصور واصطلاحات وتعبيرات مختلفة ووضعها في سياق ثقافي مقبول.

كما تطرق المحاضر الى صعوبات الترجمة الثقافية من العربية الى الروسية موضحا هذه المسألة تطرح تحديات كبيرة امام المترجم للأسباب التالية: الفرق بين اللغتين العربية والروسية وصعوبات ترجمة النصوص الثقافية العربية الى الروسية