العدد 3380
الإثنين 15 يناير 2018
banner
أنا الأفضل في التاريخ!!
الإثنين 15 يناير 2018

لنا رأي حول من قال “أنا الأفضل في التاريخ”، وكان من المفترض أن تكون هذه السطور في وقت سابق، أي بشكل مباشر بعد تتويج “كريستيانو” بالكرة الذهبية الخامسة، ولكن أخذت منا خليجي 23 وقتا رغم أنها فنيًا أسوأ من سابقاتها، إلا أننا اعتدنا، بل وأصبحنا مدمني دورة الخليج لكرة القدم.                                

معروف أن البرتغالي “كريستيانو” مصاب بعقدة “الأنا”، وهذا جلي منذ كان في صفوف مانشستر يونايتد، وله مشاهد عدة مع الجماهير الإنجليزية، وعلى وجه الخصوص جماهير تشيلسي حين كان يرفع إصبعه “السبابة” لهم بإشارة تعني أنا اللاعب رقم واحد هنا، أي بالدوري الإنجليزي!                                                  

في بعض تصريحاته السابقة كان يتهم البعض بالغيرة منه، وينثر بعض العبارات التي قد لا تخرج من مراهقين يمارسون كرة القدم، حين يقول: يهاجمونني لأنني الأفضل، وأكثر منهم وسامة!                                    

هي بالطبع نرجسية فاقت الحد المنطقي، ومع ذلك قد نسعى ونحاول تقبل تصريحاته ومراهقته وهو في منتصف العقد الرابع، إلا أننا نتقبل أو يتقبل العالم بأسره عبارة “أنا أفضل لاعب في تاريخ كرة القدم”، فهذا ضرب من الجنون!                    

سنكثر من وضع علامة التعجب! فلا نعتقد بأن هذا التصريح يخرج منه رائحة النرجسية فقط، بل هو تصريح له رائحة الثمالة، ولا يمكن لأي رياضي عاقل أو ناقد مهما كان يعشق اللاعب ذاته أن يوافقه الرأي، وذلك مهما بلغت من جمع الكرات الذهبية التي هي ليست مقياسا، ومهما حققت من ألقاب بدوري الأبطال أو توجت بكأس أمم أوروبا.                                         

لن نتحدث هنا عن “ميسي”، ولا عن عدد الكرات الذهبية التي سبق الجميع بها، ولا عن ألقاب دوري الأبطال، ولا عن تحطيمه كافة الأرقام الفردية، بل سنسلط الضوء على اللاعب انيستا، حيث حقق الأخير كأس العالم والسداسية وأمم أوروبا، واستحق لقب أفضل لاعب في مواسم سابقة، وظلم في هذا الجانب كثيرا؛ لأنه لم يتوج بالجوائز الفردية.

الخلاصة أن الأمر ليس متعلقا في الأفضلية عبر جائزة فردية تمنح من مجلة رياضية أو من جانب “الفيفا” بتصويت عاطفي غير عادل على الإطلاق!                    

كريستيانو حين عادل ميسي في عدد الكرات الذهبية، أضحت سعادته لا توصف حتى وصلت حد الثمالة، الأمر الذي جعله يطلق كلمات، وهو لم يكن في وعيه من شدة سعادته، فأين كريستيانو من مارادونا؟ وأين كريستيانو من زيدان؟ وأين كريستيانو من سحرة البرازيل رونالدو الأصل وريفالدو ورونالدينهو؟ وأين هذا البرتغالي من الإيطالي ديل بيرو؟ والإنجليزي بيكهام؟ ولن أستشهد باللاعب ميسي؛ كوني أرجنتينيًا حتى النخاع.                                                

دائما ما تكون نقاط الاختيار مرهونة بالمهارة، ولاعب كرة القدم حين يفتقد هذه الميزة يضحى لاعبا ليس مختلفا عن الآخرين، إلا إذا كان يملك الحس التهديفي، ولإحقاق الحق كريستيانو يملك هذا الحس، وكثيرون من يملكونه داخل الصندوق، ولكن هذا لا يعني أن يجن جنونه بإطلاق عبارة أنا الأفضل
بالتاريخ!                                         

أنا لاعب متكامل، أنا الأفضل في التاريخ، هكذا كان يقول، وهو لا يمتلك مهارة المستديرة، ولا حس الحسم الذي احتاجه الريال كثيرا في مواجهات القمة.             

الرد كان سريعا من قراء ماركا الموالية لريال مدريد في استفتاء الأفضل في العام المنقضي، ميسي الأفضل، ومع ذلك فإن الأرجنتيني كان يؤكد بأنني أحتاج أن أكون مكتملا أكثر.                                            

هناك فرق في عقلية الطرفين، أعتقد بأن تصريح اللاعب البرتغالي مثير للشفقة!

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية