العدد 3375
الأربعاء 10 يناير 2018
banner
التسويق فن
الأربعاء 10 يناير 2018

وصلني عبر وسائل التواصل الاجتماعي إعلان عن ورشة عمل لموظفات مجلس النواب بعنوان “أنت غير” وسبق اسم الورشة عبارة تقول “هل تبحثين عن عوامل الجاذبية والقوة الأنثوية”، ولأن إعلان الورشة لا يتناسب البتة مع الكلمات غير اللائقة التي تم استخدامها فقد واجه هذا الإعلان هجوماً حاداً من قبل العديد من الأشخاص والجهات في المجتمع من خلال وسائل التواصل المتعددة.

السؤال الذي يطرح نفسه هنا، إن كنّا بالطبع نُحسن الظن في من تصدى لإعداد هذه الورشة، من هو المسؤول عن صياغة مثل هذا الإعلان، وكيف يتم نشره دون إجراء مراجعة دقيقة من المسؤولين، وأنا هنا لا يمكنني أن أوجه اللوم إلى الشارع البحريني إذا غرَّد بسلبيّة حيال هذا الأمر، إذ إنه يتوجّب على الجهة المسؤولة أن تعرف كيفية تسويق الورشة، فالجهاز الإداري في حقيقة الأمر وقع في خطأ فادح، وعليه تحمل الانتقادات اللاذعة التي وجهت إليه.

علينا أن نعي تماماً أن التسويق المتقن هو أحد أهم أسباب نجاح أي عمل أو برنامج، كما أن هناك أسسا ونظما معينة كفيلة بإنجاح أي عمل إداري، وكما نعلم جميعاً، الإعلام سلاح ذو حدين ويجب أن يتم التعامل معه باحترافية شديدة وليس غير ذلك. نعم إذا أردنا أن ننجح في عملنا فإن هناك قواعد وأسسا محددة وأنظمة من شأنها أن تضمن خروج العمل بصورة سليمة ومقبولة، ووجود نظام محدد وواضح في العمل حتى إن كان فيه شيء من المبالغة من حيث أخذ الموافقة على الخبر الصحافي، فهذا يعتبر سلوكاً صحيحاً لا غبار عليه، لذلك نجد أنه في كثير من المؤسسات هناك شخص على قمة الهرم الوظيفي ينبغي أخذ الموافقة النهائية منه والسبب هو حساسية بعض المواضيع المطروحة ذات العلاقة بمؤسسته، بحيث يكون ذلك الشخص المسؤول الأول في حال حدوث أي خطأ، إذ سيتم حينئذٍ توجيه اللوم إليه وليس لموظفي العلاقات العامة بتلك المؤسسة.

أدرك أن كثيرين سيجدون أن هذا الأمر لا يخلو من المبالغة بعض الشيء، ولكن صدقوني خبرتي العملية في هذا المجال تؤكد صحة هذا الطرح، ولماذا نخشى ذلك، ففي نهاية الأمر سيلقي العمل المتقن ظلاله على جميع فريق العمل .والله من وراء القصد.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية