العدد 3373
الإثنين 08 يناير 2018
banner
عائلة فلسطينية مقاومة جدا
الإثنين 08 يناير 2018

رغم مرارة الأزمة وقسوة المحنة التي يمر بها الفلسطينيون ويعانون منها أشد معاناة على امتداد عقود كانت كفيلة ببث الإحباط ونشر اليأس، إلا أن الأيام دائما تجود بنماذج تؤكد أن القضية ستظل باقية، وأن النصر آت لا محالة. من هذه النماذج، الطفلة الفلسطينية الصغيرة عهد التميمي (16 عاما) التي كان موقفها ورد فعلها “الكبير”، تجاه جنود همجيين غاصبين معبرًا عن حال أمة يراد لها الانقسام والتفكك وأن تشتعل الفتن بين دولها وتنتشر العداوة والبغضاء بين أبنائها، إما ليقتتلوا فيما بينهم، أو لكي يسمح بعضهم بتمرير وتسهيل المؤامرات التي ترمي للفتك بجزء منهم، وتكون النتيجة في الحالتين القضاء عليهم جميعا طالما ظل من بينهم من يقبل الاعتداء على إخوانه وقتلهم.

عهد، تلك الطفلة الفلسطينية التي كان من المفترض أن تلعب وتلهو كغيرها من الأطفال في بقاع كثيرة، أبت بكل شجاعة أن تكون يدا معاونة للاحتلال وسهمًا من سهامه، بل أعطت هذا الاحتلال درسًا لن ينساه في العزة والكرامة والأخوة والشهامة.. عهد، لم تكن وحدها، ولم يكن تصرفها العفوي ورد فعلها التلقائي والطبيعي وقيامها بطرد وصفع جنود إسرائيليين دنسوا بيتها وهموا بقتل إخوانها غريبًا على أسرة فلسطينية مقاومة ومصرة على هذه المقاومة مهما كانت التضحيات التي يقدمها أفراد هذه العائلة، حتى إن كان مصير هذه البنت الصغيرة كمصير أمها بالاعتقال في سجون الاحتلال.

فعندما أخلت السلطات الإسرائيلية فجر الخامس من يناير الجاري سبيل الفتاة نور التميمي (21 عاما) ابنة عم الطفلة عهد التميمي بكفالة مالية، يمكن لنا أن نتخيل أن هذه الفتاة ستقول “كفى” مقاومة لأستمتع بحياتي كما يستمتع الآخرون، خصوصا بعد ما ذاقته أثناء اعتقالها من عذابات، وما تعرضت له من ضغوطات، لكنها خيبت ظن المتخاذلين والمتآمرين وبثت مزيدا من الأمل في المقاومين، وقالت “إن اعتقالها من قبل الجيش الإسرائيلي زاد من همتها في مقاومة الاحتلال لنيل حقوق شعبها في دولة فلسطينية مستقلة، وستبقى مع أبناء بلدتها تقاوم الاحتلال”.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .