العدد 3373
الإثنين 08 يناير 2018
banner
من أحرق الحوزة العلمية في إيران؟ (2)
الإثنين 08 يناير 2018

سأل كاتب هذه الأسطر السيد محمد محدثين، رئيس لجنة الشؤون الخارجية في المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية خلال حوار صحافي مفصل تم نشره في جريدة «السياسة» الكويتية قبل 3 أيام من اندلاع الانتفاضة، عن الحركات الاحتجاجية، فأجاب: «ما تراه اليوم في إيران ليس طارئا، إنما يستمد جذوره من تغييرات أساسية أضعفت النظام وخامنئي صار ضعيفا، وهذه العوامل دفعت وحفزت الناس لكي يتشجعوا ويصبحوا أكثر جرأة، ونحن كمقاومة إيرانية، لنا القدرة التنظيمية على تنظيم الشبكات السرية، وزيادة وتطوير الشبكات السرية صار ممكنا بالنسبة لنا.. الشبكات الداخلية الكثيرة لمجاهدي خلق التي تسعى لإرشاد وتوجيه الناس، ونجحنا لحسن الحظ في إفهام الناس أنه طالما كان هذا النظام موجودا، وطالما كان هناك خامنئي وروحاني، وطالما كان هناك نظام ولاية الفقيه، فإن هذه المصائب ستتضاعف ولن تقل، ولو قمنا بمقارنة هذه التظاهرات بقبل شهور، لوجدنا أنها اليوم صارت سياسية أكثر، وأن المطالب أخذت سياقا سياسيا بالإضافة لسياقها المعيشي، حيث وصلت إلى حد أنها ارتبطت بشعار إسقاط النظام»، ولاريب فإن اندلاع الانتفاضة وبروز شعار «الموت للديكتاتور» المقصود به المرشد الأعلى للجمهورية الذي تم إحراق وتمزيق صوره والتظاهر بالقرب من منزله، لا يمكن اعتبار كل ذلك مجرد صدفة، خصوصا أن مسؤولين إيرانيين اتهموا منظمة مجاهدي خلق في أكثر من تصريح بالوقوف وراء هذه الانتفاضة، ومع أن المنظمة لم تدع ذلك لكنها لا ولم ولن تنفي قوة علاقتها مع الداخل الإيراني الذي هو أساس خوف ورعب السلطات الإيرانية. شعب صار نصفه يعيش تحت خط الفقر باعتراف رسمي، وشاع فيه الإدمان على المواد المخدرة وبيع الأطفال الرضع وأعضاء الجسد، وهو يرى في نفس الوقت الإثراء الفاحش للقادة والمسؤولين، وكيل اتهامات الفساد لبعضهم، هذا الشعب، عندما يراجع الأمور في ذاكرته التي تخزن الحقائق ولا تنساها، فإنه يعلم في نهاية المطاف أنه كان وطوال 38 عاما يعيش في ظل وهم جمهورية رداؤها الخارجي البراق الإسلام، وتحت هذا الغطاء واجه الشعب كل مصائبه ومآسيه وذاق ما لم يذقه في عهد الشاه، فكيف يؤمن بهذا الإسلام المسيس والمستخدم لأغراض خاصة؟ بمعنى أن الشعب الإيراني لم يهاجم الإسلام الحقيقي، إنما واجه الإسلام السلطوي القائم في بلاده ورفضه جملة وتفصيلا، ولم يعد يرغب بالاستمرار في البقاء تحت ظله، وهذه هي الرسالة التي يريد الشعب الإيراني إيصالها للعالم كله وليس فقط إلى قادة الجمهورية الإسلامية الإيرانية. «إيلاف».

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية