العدد 3372
الأحد 07 يناير 2018
banner
من أحرق الحوزة العلمية في إيران؟ (1)
الأحد 07 يناير 2018

يتميز الشعب الإيراني، باحترامه الشديد لدور العبادة والأماكن الدينية والمذهبية، لأنه ملتزم من الناحية الدينية، لكن أن يصل الأمر بهذا الشعب إلى حد إحراق حوزة علمية في مدينة تركستان في محافظة قزوين، فإن ذلك يتطلب أكثر من وقفة وملاحظة لأنها حادثة غير مألوفة في بلد يحكمه نظام ديني متشدد.

لكن قبل أن نستطرد في الحديث عن حادثة إحراق الحوزة العلمية، فإننا من المهم جدا أن نشير إلى حادثتين تم خلالهما استهداف مرقدين دينيين، أولهما استهداف مسجد الإمام الرضا في مدينة مشهد يوم 20 يناير 1994، حيث تم قتل 26 زائرا وأصيب مئات آخرون، ومع أن السلطات الإيرانية سارعت إلى اتهام منظمة مجاهدي خلق بذلك، لكن ثبت فيما بعد تورط المخابرات الإيرانية فيها خصوصا بعد اعترافات لأعضاء منشقين عن الحرس الثوري. أما الحادثة الثانية، فقد كانت تفجير مرقدي الإمامين العسكريين في سامراء في عام 2006، وتداعت المواجهات الطائفية العنيفة في سائر أرجاء العراق، وأكد الجنرال جورج شلتون قائد القوات الأميركية السابق في العراق، أنه تم إلقاء القبض على عملاء لإيران قاموا بارتكاب تلك الجريمة وتم تسليمهم لحكومة نوري المالكي، لكن لم تتخذ أية إجراءات بحقهم.

«الاستقلال... الحرية... الجمهورية الإيرانية»، أحد الشعارات الرئيسية التي يتم إطلاقها أثناء الانتفاضة الحالية في إيران، حيث كما نعلم أن أصل هذا الشعار كان «الاستقلال الحرية الجمهورية الإسلامية»، فماذا يعني حذف كلمة «الإسلامية» على وجه التحديد؟ بعد قرابة 38 عاما من قيام الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وبعد كل هذه الأعوام من ضخ الأفكار والمفاهيم الدينية على مختلف المستويات للشعب الإيراني، أليس من الغريب أن يطلق الشعب شعارا يحذف فيه كلمة «الإسلامية»؟ لماذا؟

قبل أيام من اندلاع الانتفاضة، كان هناك تصريحان مميزان لفتا الأنظار كثيرا، أولهما؛ إعلان رئيس لجنة «الخميني» للإغاثة الحكومية، برويز فتاح أن 40 مليون إيراني يعيشون تحت خط الفقر، أي نصف مجموع السكان البالغ عددهم 80 مليونا، أما التصريح الآخر فقد كان لوزير الداخلية الإيراني حيث صرح بأنه تجري يوميا 150 حركة احتجاجية في إيران، أي حدث خلال عام 2017، 54 ألف حركة احتجاجية، وخلال العام 2016، اعترفت السلطات الإيرانية بوقوع 7 آلاف حركة احتجاجية، وفرق الاحتجاجات بين السنتين هو 47 ألف حركة احتجاجية!... «إيلاف».

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .