العدد 3372
الأحد 07 يناير 2018
banner
نقطة أول السطر أحمد جمعة
أحمد جمعة
سقط من كان يحكم باسم الله
الأحد 07 يناير 2018

حقاً كان حكم شاه إيران رغم ما قيل عنه أرحم ألف مرة من حكم هؤلاء الذين تخفوا وتستروا وراء اسم الله، على الأقل حكم الشاه كان حكماً مدنياً وتحمل المسؤولية بصفته البشرية، ولم يقل أنا أمثل الله أو شريعة سماوية، لكن هؤلاء الذين أقنعوا الخراف الضالة أنهم يحكمون باسم الله ومرة تحت حزب الله وأخرى جند الله، أخيراً سقطوا وسقط نظامهم تحت أقدام البشر الجائعين، ومهما كانت النتيجة، سواء رحل هذا النظام اليوم أم تأجل رحيله للغد، فالنظام شرعياً سقط، ومسألة بقائه وقت، فقد كان مستنداً على الله واكتشفت الجماهير أن هذا النظام الذي يحكم باسم الله ليس كذلك، فهو نظام ولائي استخدم اسم الله مثلما فعل حزب الله لارتكاب الجرائم فجاءت الانتفاضة وعرته.

عرف الشعب الإيراني وعرف العالم وأدركت حتى الخراف الضالة أن هؤلاء الذين يحكمون هذا الشعب العظيم صاحب الحضارة الإنسانية الضاربة في التاريخ ليسوا سوى عصابة من الدجالين والمشعوذين، اتخذوا من اسم الله واجهة لهم لا يختلفون في هذا الشأن عن أولئك المشعوذين الذين يبيعون صكوك الجنة ويستخدمون الدين غطاء يحكمون به رقاب الشعب، هذه الانتفاضة التي طالما حاول نظام الولي الفقيه تصديرها للعالم ارتدت عليه وسقطت ورقة التوت عن هذا النظام البائس وانكشف المستور، يبقى على المخدوعين والمستفيدين من هذا النظام أن يبحثوا لهم من الآن عن ملجأ بعد أن سقط النظام الكهنوتي، وهذه حقيقة واقعة، سواء رحل اليوم أو ظل للغد فإنه عملياً سقط ومسألة بقائه مسألة وقت، فلم يعد قوياً بل هو أضعف من المتوقع، وكسرت الجماهير الجائعة حاجز الصمت والخوف وهذا أول مسمار يُدق في نعش هذا النظام الكهنوتي القادم من غياهب الكهوف.

سواء رحل أم تأجل رحيله أياماً أو شهوراً أو سنة أو سنتين، هذا النظام تهلهل وتعرى وأصبح بلا غطاء إلهي كما كان يدعي، فقد تخلى عنه الإله وانضم هذا الإله للجماهير المسحوقة التي تعيش في دهاليز القرون الوسطى، ومن عاصر نظام بهلوي شاه إيران يدرك كم هو الفارق بين عصر رغم ما فيه من قسوة، وكان أرحم ألف مرة من هذا العصر الذي يشبه جحيم دانتي حيث يحكم الدجالون البشر ويتحكم الكهنة بالعلماء والكتاب وبقية العقول المستنيرة.

بإيجاز إيران اليوم لم تعد إيران الأمس، مهما كانت النتائج ومهما حدث خلال الأيام القادمة فقد سقط النظام الذي كان يتوارى وراء اسم الله وأصبح نظام دجالين لن يحترمه حتى الإيرانيون أنفسهم بعد أن كسروا حاجز الخوف، مسألة سقوطه نهائياً مسألة وقت فقط.

تنويرة:

الصلاة محبة، لا تؤدها مادام قلبك مشحونا بالكراهية.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .