كسر أبناء إيران حاجز الصمت بانتفاضة وطنية انطلقت من مدينة مشهد واتسع نطاقها في مدن شرق وشمال شرق البلاد، واجتاحت كل أرجاء إيران من مدينة رشت شمالا وإلى كرمان شاه غرب إيران، إلى إقليم الأحواز العربي وإلى الجنوب كمدينة شيراز والأقاليم المركزية مثل أصفهان وقم، وهتف الشعب هناك بسقوط النظام الإيراني وأسياده وسياساته التي كبلت الدولة الإيرانية وشعبها، مُطالبين بتحقيق العدالة السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وتطبيق القانون ومبادئ حقوق الإنسان، وخرج الناس من ذل قهرهم وألم جوعهم للمطالبة بحقوقهم الحياتية في العيش والخبز والعمل وكل حقوق الحياة التي حجزها عنهم النظام الإيراني منذ 1979م ليومنا هذا.

أربعة عقود من الوعود التي لم يتحقق شيء منها سوى الإعدام الجماعي، الحرمان والجوع، الفقر والسجون، إقصاء وتهميش الشعوب غير الفارسية، سنوات تخللتها سياسات عرجاء وميليشيات عوجاء تُنفق عليها أموال الدولة الإيرانية، سياسات حَرمت إيران من أبنائها في مختلف العلوم والتخصصات، وحَرمت إيران من طاقات وإبداعات أبنائها في كل مجالات الحياة، وحَرمت الأقليات القومية غير الفارسية من حقوقهم الحياتية والإنسانية.

القيادات السياسية والدينية والعسكرية للنظام الإيراني قالت إن ما يجري الآن في إيران هو مؤامرة خارجية، وفتنة ضلالية؛ إلا أن أوضاع الشعب الإيراني وسياسات النظام الإيراني تؤكد أنها انتفاضة ضد مجموعة قامت باحتجاز الشعب رهينة لتحقيق أهدافها، واليوم الأجساد التي أنهكتها سياسة النظام الإيراني تقول كفى لنظام خسر فيه الجميع كل شيء، لنظام يُريد أن يتصدر المشهد الإقليمي والدولي بسياسات غير موضوعية، وهو ينفق أموال الدولة الإيرانية على تأسيس الميليشيات والحركات السياسية المناهضة لأنظمة دولها من أجل زعزعة أمنها وخلق الفتنة الطائفية فيها، ويُرسل الآخرين إلى الموت نيابة عنه لتحقيق أهدافه التوسعية وأجنداته الطائفية.