انتهى عام 2017م ورحل بآلامه وأحزانه وأفراحه، رحل وذهب مع كل ما أتى به، وحل محله عام آخر، 2018م عام ميلادي جديد، قادم من هذا الزمان الذي نعيش فيه، لن يختلف عن الأعوام السابقة في الألم الكثير والأماني التي لم يتحقق منها إلا اليسير. مع بزوغ فجر كل عام جديد نرفع كفينا ونفتح قلبنا ونتمنى أمنيات، لحظات نقضيها متوجهة أبصارنا للسماء وقلوبنا تترنم بالدعاء أن يتحقق ولو جزء من هذه الأمنيات، فماذا عن 2018م؟ كيف سنعيش في أجوائه؟ هل سيستفيد الإنسان من دروس السنوات السابقة ويهتدي لروح التغيير؟ التغيير في الإنفاق والممارسات والسلوكيات والاستهلاك والسياسات وكل شيء؟

مازالت دول العالم المتقدمة تتنافس على جوائز نوبل في مختلف العلوم الحياتية والإنسانية والعِلمية والطبية، وتتفاخر هذه الدول بما أنجزته من علوم واختراعات أضافت حياةً نوعية ومتميزة للإنسان في كل مكان، ومازالت أقطارنا العربية تتنافس في عدد قتلاها وجراحاتها ومصائبها، وتتنافس في استقطاب الفتن الطائفية، وتتنافس في عجز موازينها المالية وارتفاع دينها العام، وتتنافس في أعداد اللاجئين وملفات أزماتها المُعتقة، لقد عجزت السنوات السابقة عن إصلاح أحوال أمتنا فهل ستكون  2018م قادرة على ذلك؟

مع بداية كل سنة جديدة أتمنى كثيرًا لبلادي البحرينية العربية أن تزدهر أكثر وأكثر، وأن يُسدد الله خُطى قيادتنا السياسية بما فيه الخير للبحرين وشعبها، وأن يعم الأمن والأمان على بلادنا وشعبها، وينتشر السلام في ربوعها، أتمنى أن تكون أيام بلادي أسعد الأيام سياسيًا واقتصاديًا واجتماعيًا، وأن يكون شعبها أفضل الأنام، وأن نبحر جميعًا إلى مرافئ وفضاء تتحقق فيه كل أمانينا وأحلامنا، إن الحياة جميلة بكل ما فيها وبما هو مكتوب لنا، جميلة لأنها هُيئت لنا لكي نعيشها بعز وشرف، نعيشها بحياة تليق بنا كبشر يتعايشون مع ذاتهم ومع الآخر، وهي أفضل الأمنيات وأجملها. وكل عام وأنتم بخير.