لم يتوقع الشعب البحريني أن تنتهي سنة 2017 بهذه الصورة الزاهية. ثمة هموم كثيرة في حياة المواطنين، غلاء الأسعار، الضرائب، الصراع اليومي على لقمة العيش، الامتحانات والدراسة، كل هذه الهموم تطايرت في لحظات بفضل المنتخب الوطني الأصيل الذي يدافع عن قميصنا الأحمر في الكويت.

هناك، وعلى المستطيل الأخضر، فرض نجومنا معادلة جديدة. تغيرت قواعد اللعبة، لا يعني قدومنا إلى خليجي 23 بخبرة قليلة وإمكانات متواضعة أننا سنصبح ممر عبور للمنتخبات المنافسة. ليس هذا هو طبع البحريني أبدًا. فكان ما كان.

الحكاية بدأت عندما فاجأ فريقنا الشاب نظيره العراقي المخضرم في أولى مبارياته بدورة كأس الخليج. النتيجة لافتة والأداء مبهر، فقد كان منتخبنا متقدمًا بهدف نظيف حتى الدقيقة 88 قبل أن يباغته الخصم بهدف التعادل القاتل.

أبهر لاعبونا الصغار جماهيرهم، التف الشعب حول أبنائه المغامرين في الكويت، تفاعلوا معهم في مباراتهم الثانية أمام اليمن. وبالفعل انتهت بالفوز بهدف نظيف، ليصبح رصيدنا في البطولة 4 نقاط، صار الطموح أكبر، وتحولت المباراة الثالثة الى مسألة وطنية.

ومن المصادفات أن تكون الموقعة الحاسمة أمام قطر، الجميع يعرف ماذا تعني هذه المباراة دون شرح مفصّل، فكان أبناء البحرين على الموعد بتحقيق نتيجة التعادل التي وضعتنا في المربع الذهبي، في مقابل خروج منتخب قطر وهو حامل اللقب.

حدث ذلك في عام 2017 الذي طوى بالأمس آخر صفحاته، ولكن سلسلة الأحداث مستمرة في أولى صفحات 2018. منتخبنا في قلب الحدث، وغدًا سيخوض مباراة مصيرية أمام نظيره العماني الذي يرشحه الكثيرون للعب دور البطولة.

لكننا في بداية هذا العام لا نتمنى أن يواصل أبناؤنا نجاحاتهم في خليجي 23 والفوز على عمان فحسب؛ وإنما نتمنى أيضا استمرار هذا الالتفاف الشعبي وهذه الروح الوطنية الرائعة من قبل الأفراد والشركات والقيادات العليا في دعم الأحمر كونه منتخبًا حقيقيًّا يختزل في قلبه روح الأمة.