للكاتب الأميركي “جيم بالارد” مقولة رائعة ذكرها في كتابه “إدارة الانتباه” وهي أن سر الحياة الناجحة هو إدارتك الصحيحة لانتباهك، وأن حياتك تكون موجهة في أية لحظة بما هو في ذهنك وما تتم ملاحظته، فالانتباه أداة عقلية فعالة وقوية من شأنها خلق السلوك وكذلك تشكيل الأفكار وبلورتها، من جانبه يقول “توماس ديفنبورت «مؤلف العديد من كتب الإدارة الحديثة إن هناك الملايين من الأفكار والتقنيات والمعلومات والمواهب ومصادر التمويل التي تتنافس على جذب انتباه العملاء والمنافسين. وتتلخص إدارة الانتباه في تحديد أي منها سيشد الانتباه ويحظى بالانتشار والولاء وتكتب له الحياة، فالانتباه أضحى موردا اقتصاديا جديدا.

ما يستدعي الانتباه أن هذه الأداة المهمة والمؤثرة لا تتم إدارتها بشكل متزن عند الكثير من الناس، فتراهم يتمايلون في مواقفهم وأفكارهم وبالتالي يكونون مادة سهلة يسهل اللعب بها من قبل أشخاص يستغلون نقطة ضعفهم تلك، ومن ثم توظيفهم لخدمة أجنداتهم، وربما خير مثال على هذا الأمر ما نراه اليوم من انحرافات فكرية خطيرة يتبناها بعض الشباب وتمت تغذيتها من قِبل جماعات تحمل الفكر المتطرف والخطر على أمتنا وأوطاننا، فتارة يدعون أنهم يريدون الإصلاح بينما هم أفسد خلق الله، وتارةً أخرى يطرحون شعارات جوفاء وبالية يريدون منها لفت وشد انتباه بعض الشباب غير المُحصن فكرياً للأسف الشديد، وتكون النتيجة ضياع مستقبلهم وأحلامهم.

عزيزي الشاب، لابد لنا من معرفة لمن نوجه انتباهنا وبمن نثق، يجب أن يكون انتباهنا الأول والأخير على أوطاننا وأن لا تكون مساومة على ذلك، وأن يكون العمل مع قيادتنا الرشيدة في كل الأحوال وفق نظام الدولة واحترام قوانينها وعبر مؤسساتنا الرسمية، وأن نكون مسلحين بالعلم والولاء، وأن ننبذ كل شخص غادر لا يريد لنا الاستقرار والسلام، يجب أن يكونَ انتباهنا مُنصبا نحو رفعة وطننا وأن نكون خنجراً في خصرِ العدو الدخيل وأن لا بديل عن الوطن مهما كانت الظروف، فطالما وضعت انتباهك في المكان الصحيح فأنت بخير وستؤول الأمور كلها إلى خير بطبيعة الحال.

خلاصة الأمر، يتوجب اليوم وفي ظل هذه الظروف الصعبة على شبابنا أن يكونوا حذرين في معرفة من يريد الاستحواذ على انتباهم وأن يكونوا قادرين على معرفة النوايا الكامنة وراء ذلك، لذلك عليهم تعزيز القيم الوطنية الخالصة والولاء للوطن وقيادته الحكيمة فقط.