العدد 3362
الخميس 28 ديسمبر 2017
banner
العالم المنتصر على الإرهاب (2)
الخميس 28 ديسمبر 2017

عندما تحاول تأهيل إرهابي كالأسد، ماذا تكون؟ داعش أو غيرها من التنظيمات وبقيادات غير سورية غالبا، أو سورية عابرة للحدود مع القاعدة، لم تدخل سوريا من السماء، بل أتت من العراق ودول أخرى، كان الهدف قيام مشهد إرهابي، من أجل أن يستمتع مجتمع الفرجة الأوبامي - الترامبي بحربه على الإرهاب والانتصار عليه، ألم تشر التقارير الغربية عن الإرهاب في العراق، قبل الربيع العربي، إلى أن الأسد هو الداعم الرئيسي للإرهاب فيه؟ ما الذي حصل حتى يعاد تأهيل داعم أساسي للإرهاب؟ رغم أنه مارس كل صنوف الإرهاب على الشعب السوري، خصوصا في سنوات الثورة السبع، باعتراف كل قوى هذا المجتمع الدولي، المنتصر حاليا على الإرهاب. ما الذي سيفعله ماكرون بعد فيلم الصرخة المكبوتة؟ ماكرون الأقرب للنهج الأوبامي في التعاطي مع شؤون المنطقة ككل، والذي صرح في مستهل نجاحه في الانتخابات: “الأسد ليس عدوا لفرنسا بل هو عدو لشعبه”. ألمثل هذا يريدون تأهيله؟ هل يكفي القول أيضا إن الاستثمارات الفرنسية، التي بدأت العمل في إيران الآن هي السبب؟ أم أن الحرب على الإرهاب تقتضي، أن ينظر إلى كل شعوب المنطقة، بوصفها إرهابا يحل قتلها؟ هذه الرؤية لشعوب المنطقة تتشارك فيها كل قوى الفيتو في مجلس الأمن، لهذا كلهم انتصروا على الإرهاب، ولم يبق سوى استقبال الأسد مرة أخرى في الشانزليزيه في العيد الوطني الفرنسي.. إنها الحرب على الإرهاب الناتجة عن الإحساس بفائض القوة العارية لدى الفاعلين الدوليين، بالنسبة لي لم يفاجئني أي موقف دولي، ولا أي موقف لدول كبرى منذ اليوم الأول للثورة، لم يفاجئني أي معارض كان ضد التدخل الدولي لحماية المدنيين، ويتمسح الآن بخامنئي وبوتين، ليس حبا بهما بل حبا بالأسد، حامي هذا النوع من المعارضة التي كانت ولا تزال مستعدة لممارسة كل أنواع الدجل واللغونة، هذا الحب للأسد، له دوافع إما طائفية أو مصلحية أو انتهازية رخيصة على المستوى الفردي. هو من يعتبر تدخل الأسطول الجوي الروسي لقتل شعب بلده، أو جحافل خامنئي عبقرية سياسية، أو المعارض الذي لم يتحسس من احتلال دولي من نوع آخر.

كما قلت في مقال سابق الثورة انتصرت لأنها احتلت دوليا، سوتشي يصلح لهؤلاء المعارضين جميعا، أنصحهم بأن يقبلوا يد بوتين أيضا، ويذهبوا لزيارة قم. “إيلاف”.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية