لا تجد بطولة خليجي “23” المقامة حالياً في الكويت، والتي تستمر حتى يوم الجمعة الخامس من شهر يناير من العام المقبل، أي تفاعل على مختلف المستويات، حتى افتتاح البطولة كان باهتاً والحضور الجماهيري لم يكن بالمستوى المأمول، إضافة إلى أن المنتخبات كما نعلم تخلو من اللاعبين المشاهير لاختلاف الأجيال ما بين الحقب الماضية والوقت الحاضر والأسباب التي أدت إلى ذلك كثيرة ومتشعبة.

هذه البطولة الخليجية التي انطلقت عندنا في مملكة البحرين العام 1970 واستمرت حتى اليوم لا تحظى باعتراف الاتحاد الدولي لكرة القدم رغم حضور رئيس الاتحاد إلى الكويت، كما أن كبار المسؤولين في اتحاد الكرة البحريني العام 1970 حاولوا جاهدين انتزاع اعتراف “الفيفا” بها لكنهم لم يتمكنوا وظلت طوال 47 سنة كأي طفلة تفتقد إلى الشرعية وشهادة الميلاد الرسمية.

صحيح أن البطولة صنعت الكثير من النجوم في مختلف دول مجلس التعاون بما فيهم العراق لاحقاً، ثم اليمن فيما بعد، لكن والحق يقال إن مع كل بطولة جديدة تقام كل سنتين تفقد الأرضية الجماهيرية ولا تصنع النجوم، والأمر المثير للدهشة والاستغراب أن الإعلام الشعبي والرسمي يتهربون منها بما فيهم الرعاة من نفس الدولة المنظمة أو غيرها.

تلك حقائق نشاهدها اليوم على أرض الواقع وبالتالي فهي تطرح الكثير من التكهنات التي نسوقها للقارئ الرياضي قبل أن يُسدل الستار عليها وإلى الأبد.

إن التقدم التقني في كرة القدم اليوم قد يجعل من هذه البطولة مجرد قصة كان لها صيت وشهرة، لكنها اليوم فقدت صيتها وشهرتها، والدليل أن مباريات كل الدوريات المحلية الأوروبية لا تتوقف إذا بدأت البطولة الخليجية، ولا يمكن لأي منتخب خليجي مشارك فيها أن يرفض أي برنامج يرسمه الاتحاد الدولي ويصطدم مع برنامجها، ولهذا تحذر الاتحادات الخليجية هذا الاصطدام وإن حدث سوف تشارك بالفرق البديلة وهو ما يحدث اليوم مع المنتخب السعودي المتأهل الوحيد من بين هذه الدول لنهائيات كأس العالم 2018 ولو كان غيره تأهل سيحذو حذوه والضر يقع على مستوى البطولة إضافة إلى أن “الفيفا” أخبر الاتحاد الكويتي لكرة القدم برفع العقوبات عنه في وقت متأخر، وعلى هذا الأساس جاءت هذه البطولة بشكل “مُرقع” وسوف تكتشفون كلامي في نهايتها.جع