العدد 3353
الثلاثاء 19 ديسمبر 2017
banner
جريدة الإندبندنت والانحياز لإسرائيل
الثلاثاء 19 ديسمبر 2017

وسط كل هذا الضجيج والرفض الشديد لقرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، وبدء إجراءات نقل السفارة الأميركية إلى القدس، انحازت جريدة الإندبندنت البريطانية لإسرائيل واعتمدت على المغالطة الواضحة في تبريرها قرار الرئيس الأميركي.

ورغم أن كاتب المقال في هذه الجريدة اعترف مقدما أن الرأي الغالب في العالم حول هذه المسألة هو أن قرار ترامب يعتبر بمثابة إعلان لموت عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، إلا أنه راح يفند هذا القول بحجج لا تقنع أحدا، مستندا في البداية إلى ما أعلنه ترامب وإدارته عن أن هذا القرار لن يؤثر على محادثات الوضع النهائي لمدينة القدس، وأضاف الكاتب في هذا السياق أن القادة الإسرائيليين الذين يبالغون في الحديث عن القدس الموحدة عاصمة لإسرائيل، هم أنفسهم تراجعوا كثيرا فيما يتعلق بمستقبل المدينة، وضرب الكاتب مثالا باهود ألمرت رئيس الوزراء الإسرائيلي في ٢٠٠٨ الذي أعلن أن القدس عاصمة موحدة لإسرائيل، وكان عرض السلام الذي قدمه للرئيس ياسر عرفات متضمنا عاصمة فلسطينية في القدس الشرقية.

أما الحجة الثانية التي قالها الكاتب هي أن هذا القرار لا يغير شيئا على أرض الواقع، حيث المحكمة العليا الإسرائيلية ومعظم الوزارات الإسرائلية موجودة بالفعل في القدس، وقرار ترامب اعتراف بالواقع ليس إلا!

والحجة الثالثة كما ذكر الكاتب أن السفارة الأميركية سيتم بناؤها في القدس الغربية ،وبالتالي فالقرار ليس ضد تطلعات الفلسطينيين لأنه يشتمل على اعتراف ضمني بالقدس الشرقية عاصمة للفلسطينيين. أما الرابعة، فهي ان القرار يمكن أن يجبر الفلسطينيين على الدخول في مفاوضات جادة من أجل السلام، والحجة الخامسة أن القرار يعطي الثقة للإسرائيليين في عملية السلام!

مغالطات عجيبة فالكاتب يقلب الأمور بكل حاجة، إذا كان القرار لا يضيف شيئا ولا يغير شيئا على الأرض، فلماذا يعتدي ترامب على مشاعر المسلمين ويشعل العالم كله؟ ما نشرته الإندبندنت مثال جديد على الانحياز الظالم للإعلام ضد العرب.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية