الكلمة السامية التي ألقاها سيدي جلالة الملك المفدى حفظه الله ورعاه بمناسبة احتفال مملكة البحرين بأعيادها الوطنية في يومي 16 و17 ديسمبر، إحياء لذكرى قيام الدولة البحرينية الحديثة في عهد المؤسس أحمد الفاتح دولة عربية مسلمة عام 1783 ميلادية، والذكرى السادسة والأربعين لانضمامها للأمم المتحدة كدولة كاملة العضوية، والذكرى الثامنة عشرة لتسلم صاحب الجلالة الملك المفدى حفظه الله ورعاه مقاليد الحكم، بلغت من الشمول والعمق والمضمون الأساسي للتنمية الحقيقية وتقدم العلم وازدهار المعرفة بكل اتجاهاتها، وحملت في مفاهيمها روعة هذا البلد العظيم الذي يسير بثقة وثبات وقوة على طريق الخير والعطاء والازدهار، حتى أصبحت إنجازات البحرين المضيئة لغة المستقبل التي يحاول الآخرون تعلمها وإجادتها.

يقول جلالته (ولا نجد أسمى من هذه المناسبة، للتأكيد على تمسكنا بثوابتنا الوطنية القائمة على وحدة الصف وعمق الانتماء وسماحة التعايش التي تجعل البحرين بفضل من الله ويقظة أهلها، منيعة على قوى الهدم والفرقة، ومنطلقة نحو آفاق التنمية والبناء دون توقف. إن الاعتزاز بمكانة الوطن والاحتفاء بمنجزاته يحتمان علينا أن نشكر الله على فضله، وأن نهنئ أنفسنا على ما تشهده البلاد من نهضة شاملة ومتوازنة عنوانها “مئوية الإنجاز”، وعمادها “إخلاص وتفوق” أبنائها وبناتها، فاليوم، تجد البحرين نفسها ضمن مقدمة السباق التنموي العالمي بحسب ما توضحه مؤشرات الأداء في ميادين العمل، وهذا حافز يجعلنا بعون الله، ننطلق بذات القوة والعزم لتتواصل مسيرة نهضتنا المباركة).

“مئوية الإنجاز”.. نعم سيدي.. فكل الازدهار والوئام والتطور الذي تعيشه البحرين اليوم بفضل قيادتكم الحكيمة ومؤازرة سيدي سمو رئيس الوزراء وسيدي سمو ولي العهد حفظهما الله، ويقف من خلفكم شعب لا يعرف المستحيل، قال كل ما يريد قوله على مستوى الإبداع ويمتلك قدرة عالية وطاقة إنتاجية أذهلت الملاحظين والمراقبين حول العالم، فلبلدنا العزيز نصيب وافر من النشاط التنموي العالمي بل استطاع أن يتفوق في القيادة وإدارة المشاريع الرائدة، والحصيلة إنجازات ضخمة في كل المجالات والمرافق ليس من السهل ذكرها.  سيدي جلالة الملك حفظكم الله ورعاكم... لقد أطفأت البحرين شمعة من شموع إنجازاتها وريادتها من عمرها المديد وسنظل نبني ونعمر تحت قيادتكم.