تحتفي البحرين اليوم، إلى جانب أفراح العيد الوطني المجيد، وعيد جلوس جلالة العاهل المفدى، بيوم الشرطة البحرينية، بيوم الفرسان، الذين لولاهم - بعد الله تعالى - لما رأينا الاستقرار، والنهضة، والعمران، بربوع البلاد، من أقصاها إلى أقصاها.

ولقد كنت قريبا من بيئة رجال الشرطة، ومنذ نعومة أظفاري، بحكم أن والدي حفظه الله كان منتسبا بأحد أجهزتها، ولفترة تجاوزت الثلاثة عقود، ولا زلت أذكر - حتى اللحظة - كيف كان يدخل علينا ظهيرة كل يوم، وهو عائد من العمل، وبقعة العرق، تبدو واضحة على قميصه من الخلف متربعة على مساحة واسعة.

وكنت أذكر أيضا، كيف كان الإرهاق ينتابه حتى نهاية العصرية الحارة، فالرجل البسيط الذي كان يكد على أسرة من 7 أشخاص، كان وبالرغم من الإنهاك الذي ينتابه من ممارسة هذه المهنة الشاقة، حريصا على أن ينقل لنا أهم مبادئ وشرف المهنة، وكم أنها مختلفة، وكم أنها تمثل فخارا لكل من يحب البلد وأهلها.

والعمل في سلك الشرطة ليس بالأمر اليسير، كما قد يتصور البعض، فإلى جانب الخطورة التي تعصف بالمنتسبين من كل حدب وصوب، تمثل القوانين واللوائح الانضباطية حكاية أخرى.

واليوم نفخر، بأن نبارك للقيادة الرشيدة بيوم الشرطة البحرينية، ونتمنى لها المزيد من الازدهار، ونتمنى لهؤلاء الأبطال، المزيد من العزة، والرفعة، قبالة ما يقدمونه لنا، ولأبنائنا، وللبحرين من قبل.