العدد 3330
الأحد 26 نوفمبر 2017
banner
مكاسب المواطنين أمانة
الأحد 26 نوفمبر 2017

كثر الحديث في الآونة الأخيرة عن الضرائب والرسوم وضرورة تحمل المواطن بعض المسئوليات مع الدولة في السراء والضراء، وهذا مشروع ولا خلاف عليه البتة، ولكن لنتوقف ونتأمل ما يطرح من أفكار حول هذا الموضوع، متى تبدأ مسؤولية المواطن في تقبل الإجراءات التي لابد منها؟

قبل أن نشرع في الحديث عن هذا الموضوع هل سأل أحد المتحدثين في هذا المجال وخصوصا من لهم علاقة بالاقتصاد والمال عن الأولويات؟

هل سأل أحد المتحدثين المتخصصين قبل فرض الضرائب والرسوم عن التداعيات على المواطن الذي لم يعتد على هذه الحالة ثم فوجئ بها خلال فترة وجيزة تتوالى عليه كمفاجآت لم يستعد لها ولم ينتظرها قبل فترة قصيرة؟ ورغم ذلك أثبت المواطن البحريني أنه متفهم ومتعاون وقابل للتكيف مع الأوضاع المستجدة، ولم نشهد لا تبرما ولم يرفع حتى صوته باستثناء بعض الحالات التي وجدت نفسها محاصرة بضغوط نفسية وضغوط استهلاكية وغير ذلك، لم نر سوى التقبل والتكيف وهذا ما ينم عن وعي ومسؤولية تثبت مدى وطنية البحريني في تحمل عبء المرحلة مع الدولة.

يشدني في هذا المجال دائماً حديث سمو رئيس الوزراء حفظه الله ورعاه وهو يتمسك بكل لحظة وفي كل يوم وعند كل مناسبة بالتشديد على حفظ مكاسب المواطنين وعدم التفريط فيها، بل لا تكاد تمر مناسبة ولا فرصة إلا ويشدد ويؤكد سموه أن مكاسب المواطن التي تحققت طوال السنوات الماضية أمر مسلم به ولا مساس به، هذا هو حجم التقدير والرعاية التي يوليها سموه لأبناء وطنه، وهي ما دأب سموه طوال مسيرته الزاخرة بالعطاء على التمسك بها وعدم التفريط بها مهما كانت الظروف والتداعيات، فقد مررنا بأزمات وحالات من المد والجزر لم تثن البحرين عن الاستمرار في الحرص على المكاسب التي حققها المواطن وخصوصا فيما يتعلق بلقمة عيشه وقوته وهذا نهج سمو رئيس الوزراء وهو أهم مكسب للمواطن أن رئيسه هو أول من يحفظ له المكاسب، لهذا كله أحيل المسؤولين اليوم إلى هذه الحقيقة وهذا النهج وهم يتخذون قراراتهم فيما يتعلق بمكاسب المواطنين.

طفح الكيل بالحديث عن مسؤولية المواطن في تحمل أعباء المرحلة مع الدولة، لأن الدولة أيضاً مسؤولة عن تدبر الإمكانيات وتدبر المشاريع وفتح أبواب وآفاق جديدة في البحث عن مصادر لتعويض الخسائر لا أن تكتفي فقط بحصر هذا التعويض باسترداد ما قدمته للمواطن من قبل، فمن أقسى وأصعب الأوضاع أن تنزع من المواطن ما قدمته له من قبل وهذا ما يحرص سمو رئيس وزرائنا حماه الله ألا يحدث لأبنائه، فليضع كل مسؤول نصب عينيه هذه الحقيقة قبل أن يتخذ قراره بشأن المواطن.

 

 

تنويرة: مهما حجبت الغيوم الحالكة وجه الشمس، ستظل الشمس أبداً فوق الغيوم.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية