+A
A-

بشمي: الكتابة للطفل تجربة شخصية تداخلت مع حقيقة العصر الذي عشته

أقامت أسرة الأدباء وضمن فعالياتها لشهر نوفمبر ندوة للباحث والأديب إبراهيم بشمي بعنوان "أدب الطفل في البحرين" حضرها عدد من المهتمين وأدارها الكاتب زكريا رضي.

في البداية تقدم بشمي بالشكر إلى أسرة الأدباء والكتاب على إقامة هذه الندوة ثم قال: كنا نتمنى ان يتواجد معنا الليلة كتاب الأطفال لكن كما نرى في البحرين هناك فجوة مابين المثقفين، فالذي يكتب القصة لا يحب كاتب القصص والذي يكتب الشعر لا يحب الشعراء. وأضاف "أريد ان اذكر بالذين ساهموا في درب الكتابة للأطفال وعلى ضرورة عدم نسيانهم وهم خلف احمد خلف وعبدالقادر عقيل وعقيل سوار وعلام القائد وعلي الشرقاوي وإبراهيم سند ومصطفى السيد وغيرهم من الأسماء، البعض منهم لازال يواصل جنونه والبعض الأخر ظل يتأمل حالة الكتاب والكتاب".

عموما نحن ككتاب نحفر في الصخر، فعلاوة على إننا نلاحق لقمة العيش مطالبين أيضا ان نكتب ونبدع وان نبحث عن رسام وان نطبع ونوزع ودعاية وإعلان وغيرها من الأمور ولكن في المحصلة الأخيرة لا نحصل سوى على 10 % من كل ما انفقناه على كتاب واحد.

بالنسبة لي الكتابة للأطفال جاءت بشكل متأخر وكشكل أدبي ربما حكمتها الظروف وربما جاء هذا التوجه للكتابة للأطفال من اجل خلق فقاعة جديدة نحمي فيها أنفسنا من الواقع البشع الذي وجدنا أنفسنا فيه. يمكن ان نلخص حيوات كثير من المثقفين العرب بأنها كانت حيوات المرحلة التي عايشوها، تلك المرحلة التي أفرزتها بشكل او بأخر مرحلة السابع والستين من تاريخ النكسة العربية. لذا، عندما كتبت وأنا قادم من كل تلك الرؤى مدججا بنظرية الذي ينبغي ان يكون والذي يجب ان يكون قادم من أتون الكتابة الصحافية متسلحا بهذه النظرة الإيديولوجية المسبقة تجاه الناس والعمل الجماهيري ومنظمات الواجهة، والناس الواجهة، ولجعل الكلمة تصبح رصاصة وتؤصل الوعي والثورة والتغيير وأي خامة أسهل من خامة الطفولة لتجذير كل تلك الأهداف.

ويتابع بشمي "قبل محاولاتي كتابة القصة القصيرة كنت لا اتردد لحظة واحدة في حسم أي رأي تجاه شخص ما، او اتجاه موقف ما او اتجاه قضية ما، فالأمر إما صح وإما خطأ.. .ذلك رأي انفعال الصحافة بالحدث او رأي السياسي تجاه أية قضية. وعندما أجيء الآن لاستعرض تجربة الكتابة للطفل وهي تجربة شخصية تداخلت مع حقيقة العصر الذي عشته بكل عنفوانه وبكل أخطائه وبكل ألوانه، فالأمر لا يتطلب الآن ان نصدر الأحكام.. أحكام الصح والخطأ ولكن هي محاولة للفهم.. فهم هذا الإنسان وفهم تلك المرحلة وفهم سؤال لماذا يتخذ مثل هذا الإنسان وفهم تلك المرحلة وفهم سؤال لماذا يتخذ مثل هذا الإنسان هذا الموقف ولا يتخذ ذاك الموقف؟

ثم فتح باب النقاش مع الحضور حيث فضل بشمي ان يكون وقت المناقشات أطول من وقت الندوة.

يجدر بالذكر ان إبراهيم بشمي انفرد لوحده بغزارة لافتة في الإنتاج فقد اصدر في العام 1986 تسع قصص دفعة واحدة من التراث العربي الإسلامي ومن 1986 الى اليوم اصدر لوحده نحو خمسين قصة للأطفال منها ما هو محول بشكل إبداعي عن حكايات وتراث الشعوب ومنها ما هو تأليف خالص، ومن أشهر قصصه "خليج الحكايات، الأصدقاء، جزيرة الطيور، حكايات شعبية سراطين البحر الجبانة، السلاحف الثرثارة، أجمل الحكايات القديمة، مهرجان الضفادع، النجمة المغرورة".

وتتسم قصصه بالميل إلى إعادة إنتاج الحكاية والتحليق في الخيال، وتحريض الطفل على ارتياد الخيال والتعرف على العوالم الأخرى وعادات وتقاليد الشعوب وحكاياتهم وخبراتهم في أجواء سحرية جذابة، ولذلك كانت النزعة التربوية عند بشمي ضمنية لان الكاتب مشغول بفن القصص وليس معنيا بالتعليم المباشر.