العدد 3323
الأحد 19 نوفمبر 2017
banner
360 درجة أيمن همام
أيمن همام
الخطر الداهم... “يا غافلين لكم الله”
الأحد 19 نوفمبر 2017

“من يحضر اجتماع القاهرة ولا يرى الخطر الداهم والمهدد الآتي من إيران وأتباعها، والذي يستهدف نشر الطائفية وتقسيم الأمة وإسقاط الدول، فهو أعمى أو يتعامى أو في إنكار خطير وغير مبرر”.. هذه التغريدة التي كتبها وزير الخارجية الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة في حسابه الرسمي في “تويتر” أعيد نشرها ألف مرة وحظيت بـ778 إعجابا و152 تعليقا حتى وقت كتابة هذا المقال.

وبينما يجتمع وزراء خارجية البحرين والسعودية ومصر والإمارات مع الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط في القاهرة قبيل اجتماع طارئ لمجلس الجامعة العربية لبحث تحركات إيران في المنطقة، تشحذ طهران أسلحتها وتوجه وكلاءها وتحكم خططها ومؤامراتها لفرض سيطرتها وبسط نفوذها في المنطقة.

السعودية لم تطلب عقد هذا الاجتماع بالقاهرة إلا بعد أن “طفح الكيل”، بحسب وصف وزير الخارجية السعودي عادل الجبير لتصرفات إيران العدائية في المنطقة، التي وصلت إلى حد استهداف الرياض بصاروخ باليستي أطلق من اليمن، وبالتأكيد لم يطور الحوثيون الصاروخ وقد لا يدرون حتى ما بداخله.

إيران، للأسف، وصلت إلى مرحلة متقدمة من تطوير الصواريخ بعيدة المدى، وتعمل في الوقت ذاته على تطوير برنامج نووي يضعها على بعد خطوات قليلة من امتلاك القنبلة الذرية، لذلك يجب الرد بكل قوة وحزم على الرسالة التي أرادت إيران توجيهها عبر استهداف المملكة العربية السعودية الشقيقة بصاروخ باليستي.

الرسالة المتوقعة من اجتماع القاهرة اليوم هي أن السعودية لن تواجه بمفردها التهديد الإيراني، وأن البحرين لن تترك وحيدة لتطفئ نيران الفتنة التي تغذي طهران وقودها، وأن العرب أصبحوا مدركين لحجم الخطر الذي يحاول البعض منهم - إما عن قصد أو عن جهل - صرف الأنظار عنه أو التقليل من أهميته.

ليس من العدل أن تلاكم السعودية خصما عتيدا مثل إيران بيد واحدة، بينما تحمل في اليد الأخرى أثقالا يضعها من يفترض أن يكونوا حلفاء، وليس من الحكمة أن ينشغل العرب بأمور جانبية دست لإلهائنا، فيما هم مقبلون على مواجهة عدو استعد للنزال وتمركز له جيدا ونشر في جسد عروبتنا أحصنة طروادة ونحن “يا غافلين لكم الله”.

ما هو مقبل يفرض على من يستمع إلى تردد المشروع الإخواني، القائم على فكرة إما الاستيلاء على جميع السفن أو خرقها وإغراقها بمن فيها، وعلى من تطربه موجة “الصغير الذي يريد إثبات ذاته”، أن يدير اليوم الموجة صوب القاهرة وأن يتمعن في مغزى الرسالة الصادرة من هناك وألا يتأثر بالتشويش الذي تعكسه كثير من التعليقات الواردة على تغريدة وزير الخارجية.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية