العدد 3317
الإثنين 13 نوفمبر 2017
banner
“أليس حريا بتلفزيون البحرين أن يكون هناك؟!”
الإثنين 13 نوفمبر 2017

لا أدري لماذا يبين لنا تلفزيون البحرين دائما أن هناك تحفظا أساسيا لابد منه بالنسبة للأعمال الإرهابية والتخريبية، فأنا كمتابع أشعر بضآلة وعجز التلفزيون عن نقل الحدث أولا بأول قبل أن تنقله الوكالات العالمية وكأنه لا يعنيه في شيء، فحدث مثل الحريق الكبير الناتج عن انفجار أحد أنابيب النفط بالقرب من بوري، والذي تبين أنه من الأعمال الإرهابية الخطيرة التي تهدد المصالح العليا للوطن وسلامة الناس، كان غائبا عن الشاشة في وقت كانت فيه الكرة الأرضية على علم به من خلال مختلف الفضائيات، وعلى رأي أحد الأصدقاء “أليس حريا بتلفزيون البحرين أن يتواجد الآن؟ ليس من أجل التهويل ولكن من أجل كف الألسن... أتعلمون ماذا يفعل الإعلام عندما يمارس مهماته؟ يبدد الإشاعات ويبعث الطمأنينة ويظهر الحرفية”.

في الوقت الذي كان فيه الحريق الهائل مشتعلا وأبطال الدفاع المدني في الميدان وكل فئات المجتمع تعيش القلق والترقب، وتم تفعيل خطة الإخلاء والإيواء لسكان المنطقة المحيطة بموقع الحريق، حيث تضررت المباني والمركبات جراء الحرارة والدخان، للأسف كان تلفزيون البحرين يعرض برنامجا عن “الأغنية”، كان واقعا في نوع من الغربة وهو مستسلم لهذا النموذج، وكأنه يخاف اختراق هذا العالم المحاط بالأسرار مع أن القضية في غاية البساطة، مواكبة تطورات متلاحقة وتسليط الضوء على ما يدور في البلاد وإبراز ونقل الصورة بصدق وموضوعية وقطع الطريق على الجهات الأخرى التي تسعى للتهويل وإثارة الضجة، ما الذي كان يمنع قطع برنامج الأغنية والانتقال مباشرة إلى قلب الحدث في بوري وتنوير المشاهد بالمعلومة والصورة بدل تركه يتجول في وسائل التواصل الاجتماعي والفضائيات بحثا عن المعلومة.

تلفزيون البحرين، مع الأسف، لم يستطع لغاية الآن اجتياز أزمته، وهي كيفية التعامل مع الأحداث الكبيرة ومختلف التطورات المفاجئة ليتبع معادلة ثقافية غريبة ومدهشة، فهو عاجز عن أن يكون في الخط الأول للتعامل مع المستجدات، نحن بحاجة إلى ترسانة إعلامية ثابتة مستمرة وقوية، إلى سيطرة واسعة مسلحة بخبرات عديدة وأساليب مختلفة، إلى إعلام لا يهاب وعورة طريق ملغم بالحفر تحوطه الأسلاك.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .