العدد 3313
الخميس 09 نوفمبر 2017
banner
الإرهاب في الولايات المتحدة
الخميس 09 نوفمبر 2017

الحادث الإرهابي الذي وقع بكنيسة في تكساس بالولايات المتحدة الأميركية يعد من أبشع العمليات الإرهابية التي وقعت خلال هذا الشهر، ونحن نقول خلال هذا الشهر ولا نقول خلال العام، لأن أحداث الإرهاب باتت من الكثرة لدرجة تجعلنا بالفعل نتحدث عن تلك الأحداث على مدى زمني قصير. إن وقوع أحداث الإرهاب بهذه البشاعة في الدولة الأكبر في العالم يبين أن الإرهاب يزداد خطره وتهديده للجميع، وأن أقوى الدول في مجال الاستخبارات والمعلومات يمكن أن تفشل في التنبؤ بحادث كهذا أو منع وقوعه.

لا حل إذا للتخلص من الإرهاب سوى التعاون الصادق بين الدول في محاربته، ولكن هذا للأسف الشديد لن يحدث لأن الإرهاب كما ذكرت في عمود سابق أصبح أداة وسلاحا للكثير من الدول وأجهزة الاستخبارات من أجل تحقيق مصالح معينة، العالم ليس مخلصا لبعضه في محاربة الإرهاب، والدليل على ذلك أن الإعلام الغربي يصف الأحداث الإرهابية التي تقع عندنا هنا بمفردات وعناوين وعبارات مختلفة تماما عن تلك التي يستخدمها في وصف الأحداث التي تقع في الولايات المتحدة وبريطانيا مثلا.

فالإرهابيون يوصفون بذلك إذا ما قاموا بعملية داخل الولايات المتحدة ولكن عندما يقومون بأية عملية في بلادنا يوصفون بأنهم مسلحون مثلا، والإرهابي يظل إرهابيا طوال الوقت طالما ارتكب جريمة وقتل أميركيين أو بريطانيين ولا يستطيع أي أحد أن يتكلم عن حقوقه كإنسان كما يحدث عندنا، والذي يتحدث عن حقوق الإرهابيين الذي نفذوا عملية إرهابية في الولايات المتحدة أو بريطانيا يمكن أن يتم توقيفه ومحاكمته بتهمة تأييد الإرهاب، ولكن الذي يفعل الشيء ذاته في بلادنا يتم تحويله إلى بطل ويسمى ناشطا سياسيا ويدعم من أكبر دولة في العالم، وهذا الكيل بمكيالين جعل مقاومة الإرهاب أمرا صعبا إن لم نقل مستحيلا.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية